شكرا على الموضوع و إنه لينطق بالحق في بلاد كثر فيها الجور و كأن كل شيء مقصود لتدمير أساس التعليم ألا وهو الابتدائي، فلم يسلم أي سلك من التهميش و التقزيم.
فالمعلم ـ حسبهم ـ جاهل و عمله بسيط و لايقدم أي سيء و المفتش إذا كان من الابتدائي ( معلما أو مديرا سابقا) فهو ضعيف و جاهل كذلك.
و إذا تطرقنا إلى المعرفة العلمية و البيداغوجية و التربوية نجد أهل الابتدائي أكثر تمكنا من غيرهم، ففي المجال العلمي فبحكم أنهم يقدمون عدة مواد فتجدهم مطلعين على كثير من العلوم ( اللغة، الرياضيات، علوم الحياة، الاجتماعيات) وعدة فنون ( الرسم، الأشغال، الموسيقى...)، و في المجال البيداغوجي فهم أكثر أهل التعليم تطبيقا للطرق الحديثة بكل أنواعها و أكثرهم تمكنا من فنيات التعليم، و في المجال التربوي فبحكم تعاملهم مع صغار السن فإنهم أكثر أهل التعليم تطبيقا للنظريات التربوية و الأكثر دراية بطرق التعامل.
و إذا تطرقنا إلى الجانب الإداري فهم أكثر تعاملا بحيث أن مدراء الابتدائيات يقومون بالأعمال الإدارية اعتمادا على أنفسهم مما يسمح لهم من التمكن منها في فترة وجيزة.
و نتيجة لما قلت فإذا كان المفتش منحدرا من التعليم الابتدائي فسيكون أكثر كفاءة لأنه متمكن من الجانبين الإداري و التربوي.
و هذه النظرة الدونية سببها ضعاف النفوس و العقول لأنهم متمكنون من شيء أو مجال واحد و به يقيسون مستوى غيرهم، و في الحقيقة: الثقافة هي أن تعرف شيئا من كل شيء و ليس أن تعرف كل شيء عن شيء واحد فقط.