في إطار المقترحات المتعلقة بإثراء مسودة مشروع تعديل المرسوم التنفيذي315-08، وحتى لا نُتهم نحن مفتشي الابتدائي بتركيزنا على التصنيف دون غيره من القضايا الجوهرية الأخرى في القانون الأساسي والتي تخدم منظومتنا التربوية...
أضع بين إخواني جملة من المقترحات ،من أجل فتح نقاش بنّاء ينحو تجاه
تعزيزها ، سواء تقريرا أو زيادة...
1- استرجاع الإجراءات المتعلقة بامتحان التبيت في المنصب.
2- استحداث مناصب التنسيق في الابتدائي: معلم منسق ، معلم قسم الامتحان، معلم المواد... وذلك على غرار ماهو معمول به في المتوسط والثانوي.
3- تعزيز مناصب التفتيش والمراقبة في الابتدائي باستحداث رتب جديدة مثل:
1- مفتش التربية التحضيرية.
2- مفتش الإدارة الابتدائية...[/b]
لأنه من المناقضات للإصلاح التربوي أن [b]يخصص لمرحلة التعليم الابتدائي رتبة تفتيش واحدة! رغم أنها المرحلة الأكثر عددا من حيث المستويات الدراسية " خمسة مستويات "، زيادة على أنها تتفرّد بنظامين دراسيين "التعليم التحضيري "و " التعليم الأساسي " ...
وما شحّت به اقتراحات المسودة يكرّس فعلا مفاضلة مقيتة تنحو في اتجاه النظرة الدونية ، التقزيم ، والتمييع...
4- استرجاع رتبة مفتش التربية الوطنية في الابتدائي لضرورة المرحلة التعليمية، ولفتح مسارات الترقية أمام جهاز التفتيش في الابتدائي المجحف في حقّه...
5-استرجاع رتبة الاستشارة في التعليم الابتدائي للضرورة البيداغوجية، لأنه من العبث تعيين رتب للاستشارة في مجالات أقل قيمة من الشأن البيداغوجي، كالتغذية والتوجيه المدرسي...، على حساب ما هو أهم، لأن الغاية مقدمة على الوسيلة، فالتغذية والتوجيه مجالات مُلحقة ،أو وسيلة لخدمة الغاية الرئيسة وهي البيداغوجيا، ومن باب أولى -إن كان ولابد من رتب الاستشارة- أن تحوز عليها الغاية!!!! أو على الأقل الإنصاف بين الاثنين.
لعلّ قد نتلقى في الردود على هذه المساهمة المتواضعة انتقادا ،كوننا بالغنا في المطالبة باستحداث رتب...
فنستبق ذلك ، ونقول إن بعض هذه الرتب كان موجودا، و تمّ تغييبه اعتباطيا دون دراسة عميقة للعواقب السلبية المترتبة عن ذلك...، أما الرتب الأخرى فهي ضئيلة ومؤسسة، ولاحُجّة لأحد في أن يستكثرها علينا، نظرا للدور الخطير والاستراتيجي الذي تتبوؤه المرحلة الابتدائية، لأنهاالأساس التعليمي لجميع مراحل التعليم التالية، فهي مرحلة التكوين الشخصي والفكري والمهاري والمعرفي للمتعلم، و كلما كانت القاعدة قوية وراسخة كلما كان البناء عليها قويا...
فهل قدماء المصريين خلال حضارتهم المشهود لها شيدوا الأهرامات بدءاً من قمتها نزولا إلى قاعدتها أم العكس فعلوا؟؟؟؟؟؟
ثمّ هل يعقل أن تستحدث الوزارة في المسودة رتبتين في مجال أقل شأنا؟ ،لأنه من الوسائل التي وضعت في خدمة التربية والتعليم وهما:
- رتبة مفتش التوجيه والإرشاد المدرسي بصنف 14
- رتبة مفتش التربية الوطنية للتوجيه والإرشاد المدرسي بصنف 17
كيف تفعل هذا في مجالات هي بمثابة وسائل ؟ وكيف تشح على التربية والتعليم في شقه البيداغوجي وهو الغاية؟ حيث نجدها:
* ألغت رتبة مفتش التربية الوطنية رغم ضروررته الملحة.
* ألغت مستشار التربية رغم دوره الحيوي.
* تجاهلت التعليم التحضيري، وهو أحد أنظمة التمدرس الثلاثة التي يرسمها القانون التوجيهي، وشحّت عليه واستنكفت أن تخصّه برتبة مفتش التربية التحضيرية، بينما أغدقت في هذا الباب على مجالات أقل أهمية...
* رغم الواقع المر للابتدائيات ، وحاجتهاالملحة لتعزيز إدارتها، فلا مقتصد ولا مستشار ولا مساعد تربوي ولا... إلاّ أن الوزارة استكثرت استحداث رتبة مفتش لإدارة الابتدائيات في وقت نتشدق فيه بالإصلاح و بأهمية الإدارة ودورها في تطوير المردود المدرسي...
* أخيرا، كيف تغلق الوزارة على سلك بعينه باب الترقية الأفقية والعمودية، بينما تفتح الباب على مصراعيه، وتُغدق على عدة أسلاك أخرى إلى حد تمكينه من القفز إلى أربع رتب؟؟؟؟
*ألم تلحظوا معي أن الوزارة تنتهج سياسة " اترك الكأس الفارغ،واسكب الماء في الكأس المملوء"؟؟؟؟؟
- كيف فات وزارتنا الموقرة عدم التفريق بين الغاية والوسيلة؟
- بل كيف تجهل التفريق بين الأولويات والثانويات؟