معلمو اللغة الفرنسية في الجنوب الكبير بالاخص هم من اكثر موظفي قطاع التربية عرضة للإنتقاد . أما السبب فهي النتائج التي يتحصل عليها أبناءهم في المسابقات الرسمية . فالامر جد منطقي لمن لا يعرف خصوصيات هذا الجنوب , أو ممن يحللون النتائج دون الرجوع للإسباب . أما بانسبة للمعلمين محل التهمة فإن لهم تقييما أخر .
1 ) المصدر الوحيد و الأوحد للمعرفة في الفرنسية في الجنوب الكبير هي المدرسة و المعلم و حسب . حيث تنتهي علاقة التلميذ بهذه اللغة إستماعا و إستعمالا بمجرد تخطيه عتبها .و في كل الاحوال يكون محل تهكم ان تجرأ على استعمالها خارجا .
2 ) ينتقل التلميذ إلى السنة الثالثة ليس في زاده من مفردات الفرنسية الا كلمات أربع : stylo . cartable . l'école. monsieur , وما عداها فهي كلمات غريبة عجيبة , و على المعلم ان يجتهد لكي يفسر اي حركة و أي كلمة يستعملها مهما كانت بسيطة .ممثلا لدورالبهلواني حتى يوصل الفكرة و مع ذلك فأن نتائج الامتحانات الرسمية تصيبنا دائما بالاحباط. و لنا أستنتاجا لا يشوبه الشك و هو أن:
1) واضع الامتحانات لم يكن في يوم من الايام معلما في المرحلة الابتدائية.
2 ) حتى و لو كان كذلك فاننا نجزم انه لم يظطلع على البرنامج اللذي تعهدنا باحترامه .
3 ) قد يكون واضيعيه أحد المفتشين اللذين جاء بهم المنصب و الدرجة وأشياء أخرى من المتوسط و الثانوي و هم أجهل بتركيبة التلميذ .
و حتى نضعكم في الصورة ,. فلنأخد أمتحان هذه السنة 2012 نموذجا .
عند ملاحظة و مقارنة ورقتي امتحان اللغة العربية و الفرنسية و طبيعة الاسئلة , يخيل لاي كان , ان الممتحن يمتلك لغتين أساسيتين , يتعامل بهما بنفس الدرجة, فإذا كانت العربية هي الغة الام فالفرنسية نستحدث لها من الاسماء : لغة الاب . مع أن هذا الممتحن لا يصادف الفرنسية الا في المدرسة ولسويعات محدودة . أما العربية فقد تعلمها و سمعها من أهله لخمس , و درس قواعدها في المدرسة لخمس , و لعب و تشاجر بها لعشر.
1) أن مشروع : Les moyens de communications قد حذف منذ 4 سنوات, قد يقول قائلا أنها : texte documentaire طيب ! فكيف لتلميذ ذي 10 سنوات لم يسمع بهذه الكلمات و لم يشاهدها ان يمتحن فيها ؟ أ لا يعتبر هذا تعجيزا و بالتالي فقدان الثقة و في الاخير كرهه للمادة ؟
2 ) لو بحثنا البرنامج طولا و عرضا لما عثرنا على تصريف لفعل envoyer مثلا , و الافعال المنتهية بــ yer . مع أن الفعل واجب إستعماله , فمن أين عرفوا أولائك اللذين تحصلوا على 10 من 10 ؟
3 ) هناك 35 كلمة في ورقة الامتحان لم يصادفها التلميذ و ليس لها وجود في كل من كتب الثالثة , الرابعة و الخامسة. فالتلميذ في هذا العمر مستحيل أن يفهم أو يتجاوب مع الكلمات لم يسبق له أن صادفها و بالتالي نشك في كل واحد تحصل غلى اكثر من 7 من 10 . اللهم ألا إذا قرئ له النص و ذللت له الكلمات الغريبة .
3 ) تقليص سنوات المرحلة الابتدائية الى خمس سنوات , كنا نعتقد أن التخفيف يكون طرديا مع صعوبة الامتحان النهائي باعتبار ان التلاميذ اصغر بسنة . الا الامر لم يزد ألا صعوبة و تعقيدا .
ومع ذلك ففي الامتحانات الداخلية فإن التجاوب مقبول , و النتائج حسنة , لان المعلم لا يمكن أن يختبر تلميذه الا فيما سبق أن قدمه له, فحنكة المعلم دفعته ان يجد معيارا تقييميا منصفا لكل التلاميذ حسب مستواهم الاستعابي .
ففي إختبار من 10 على 10 مثلا يقسم المعلم الاسئلة الى أربعة محاور متدرجة في الصعوبة , و لكل محور 2.5 ,يكون المحور الاول من السهولة في متناول حتى أضعف ضعفاء التلاميذ حيث يتحصل على 2.5 و هي ربع العلامة الاجمالية على اقل تقدير . فبإضافة المحور الثاتي و بصعوبة متوسطة يكون التلميذ المتوسط قد تحصل على 5 من 10 أما المحورالثالث للاحسن والرابع الاكثر صعوبة للممتاز.
هلا وجدتم سبب الاخفاق ؟ فلنتقي الله في معلمي الفرنسية بالجنوب ...