مكث 16 سنة في الوزارة ويتمنى أن يعيّن سفيرا
''ظاهرة'' في الجزائر اسمها بن بوزيد
يثير طول مكوث أبوبكر بن بوزيد في الحكومة فضول الكثيرين بمن فيهم رفاقه في التجمع الوطني الديمقراطي، لكنهم يعجزون عن تقديم تفسير لبقائه وزيرا منذ 16 سنة! فهل يعود ذلك إلى رعاية مفترضة يوفّرها له نافذون في الحكم، أم لكفاءته المهنية وحسن تحكمه في قطاع التربية الذي بقي على رأسه سنوات عديدة؟
يستغرب البعض احتفاظ الرؤساء المتعاقبين على حكم الجزائر، بتكنوقراطي متشبّع بالثقافة الفرنسية على رأس قطاع بذلت فيه الدولة منذ الاستقلال جهودا مضنية من أجل تعريبه، حيث لايزال أبوبكر بن بوزيد إلى اليوم عاجزا عن تركيب جملة واحدة باللغة العربية دون أن يرتكب أخطاء إملائية وأخرى نحوية، رغم مرور 15 سنة عن أول فرصة تقلّد فيها منصب وزير للتربية، كان ذلك في أفريل 94 في حكومة مقداد سيفي. وقد يبدو ذلك غير طبيعي في أي بلد عربي آخر.
وخلافا لما يعتقد الكثير، فإن بن بوزيد، 55 سنة، ليس عميد الوزراء الجزائريين، وإنما الشريف رحماني هو من يحتفظ بهذا اللقب. فمن بين أعضاء الحكومة الحالية، كان رحماني أول من شارك في الجهاز التنفيذي كوزير وذلك في حكومة سيد احمد غزالي عام .1992
وقد حصل أبوبكر على البكالوريا في قسنطينية التي التحق بها لإكمال دراسته الثانوية قادما إليها من مسقط رأسه عين البيضاء. وفي 1974، سافر إلى روسيا للدراسة في الجامعة، وعاد عام 1984 ومعه دكتوراه في الإلكترونيك. ويشاع أن زوجته الروسية تربطها قرابة مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، لكن شخصا قريبا منه ينفي ذلك.
وبعد أن اشتغل مدرسا في جامعة البليدة سنوات طويلة، ثم رئيسا لها، عيّنه رئيس المجلس الأعلى للدولة علي كافي وزيرا منتدبا للبحث العلمي في سبتمبر .1993
وبعد أقل من سنة ارتقى إلى وزير، حيث كلّفه رئيس الدولة اليمين زروال بوزارة التعليم العالي إلى غاية جوان 1997، تاريخ تعيينه وزيرا للتربية. وترشح بن بوزيد في تشريعيات نفس العام في قائمة الأرندي بولاية أم البواقي وفاز.
وبقي محتفظا بحقيبة التربية التي غادرها فترة قصيرة مرة أولى في التسعينيات، دون تولي منصب آخر، وغادرها ثانيا في 2002 إلى وزارة الشبيبة والرياضة، حيث بقي 6 أشهر فقط وعاد مجددا إلى قطاع التربية.
ويثير طول عمر بن بوزيد في المسؤولية، وتحديدا في وزارة التربية، حيرة في أوساط من يعرفونه عن قرب وحتى البعيدين. فهل تعود، كما قد يراه البعض، إلى كفاءة توفرت فيه ولم تتوفر عند المئات من المتمرّسين في قطاع هام مثل قطاع التربية؟ أم إن ابن عين البيضاء يستفيد من دعم ورعاية مراكز قوية معيّنة في الدولة، لم يحظ بها غيره؟ ويقول شخص يعرف الوزير عن قرب، وهو أيضا لا يدري سر استمراره الطويل بالوزارة: ''من حق المواطن العادي، والمنتمي لقطاع التربية على وجه الخصوص، أن يتساءل: هل هناك إنجازات كبيرة يستحق عليها أبوبكر التقدير وتفرض علينا العرفان بقدراته؟ هل عرف القطاع إصلاحات حسّنت مردوده حتى يستحق الاستمرار كوزير؟''.
بن بوزيد هو أكثر الوزراء من واجه غضب النقابات والتلاميذ وأوليائهم على حد سواء.
وفي عهده واجهت الجامعات سنة بيضاء في أكثر من مرة بسبب إضراب المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في 97، إلى درجة أعلن لهم فيها مقولته الشهيرة ''مستعدون لغلق الجامعة''.
المصدر :الجزائر: حميد يس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منقول من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]