بينما كنت أرتب وثائق محفظتي، عثرت على وثيقة مهمة...، أرى فحواها يتلاءم مع الحدث التربوي الأبرز الذي تعيشه الأسرة التربوية
والمتمثل في تقزيم وإهانة ركيزة أساسية في صرح المنظومة التربوية...
إنهاالمراسلة الوزارية رقم:2010/52 التي آثرت أن أذكّر بها هذه الوزارة التي تحسن الأقوال على حساب الأفعال، فماذا يقول الوزير فيها؟
"لقد صنف مفتش التعليم الابتدائي بموجب القانون المتعلق بالأسلاك الخاصة بقطاع التربية ضمن المناصب العليا، نظرا لمسؤولياته ودوره الفعال الذي يجعل منه عون دولة، وامتدادا لها في مواقع ميدانية متقدمة في ساحة العمل التربوي، يكرس سياستها التربوية ويذوذ عن مصلحة التلميذ التي هي أولى مصالحها.
ومن المعلوم أيضا أن المفتشات والمفتشين تقع عليهم مسؤوليات كبيرة، بصفتهم إطارات أوكلت لهم مهام التكوين والتفتيش والمراقبة للأعمال التربوية والإدارية بكل تعقيداتها، وما إلى ذلك من أعمال التأطير والتحقيق والتقويم. لذا فإن وزارة التربية الوطنية عازمة على تقليدهم منزلة معنوية واجتماعية واقتصادية، تمكنهم من العيش الكريم وتفسح لهم المجال للقيام بمهمتهم في ظروف لائقة.
إن الوزارة التي تعتبر المفتشات والمفتشين أعينها المبصرة، وأضواءها الكاشفة، تثمّن وتحيّي المجهود الكبير الذي يبذله هؤلاء بكل مهنية والتزام، تؤكد لهم دعمها ومساندتها لهم بقوة وثبات كموظفين ذوي مراتب عليا..." انتهى كلام الوزير.
أيها الإخوة!
رغم الاعترافات الصريحة بالمكانة والدور الحيوي والاستراتيجي والمسؤوليات الكبيرة التي يناط بها مفتش العليم الابتدائي،والاعتراف سيد الأدلة، كما يقال... إلاّ أنّ هذا لم يتم تثمينه في مشروع تعديل المرسوم التنفيذي 315-08 في وظيفته الاستدركية والعلاجية التي شُرّع من أجلها، بل زاد هذا المشروع من تأزيم الوضع وتعميق الاختلالات التي
سبق أن ناقضت في جوهرها الاعترافات أعلاه من لدن الوزارة الوصية...
الأمر الذي يورط الوزارة أو جهات أخرى فيما يحصل لمفتش التعليم الابتدائي...
إن هذه المسرحية المتناقض إخراجها مع السيناريو تجعلنا نثير ببراءة هذه التساؤلات المشروعة:
1- لماذا تُناقض الوزارة أقوالها بالنسبة إلى هذا الإطار فقط ؟
2- هل هذا المشروع تقف وراءه جهات من خارج الوزارة؟
3- كيف تُثمن الوزارة المجهود الكبير الذي اعترفت به بالتقزيم في التصنيف؟
4- هل الوزارة مغلوبة على أمرها، وقد فرض عليها المشروع فرضا؟
5- لماذا المشروع في وظيفة علاجية للاختلالات يقوم بتعفين الوضع؟
الموضوع يبقى مفتوحا لمزيد من التساؤلات، إضافة إلى إجابات شافية لما يجري، فأنا أكاد أجن، ولم أعد أفقه شيئا...