[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]منهم من أصبح غير قادر على إمساك الطباشير، بسبب الحساسية المفرطة، ومنهم من أصبح غير قادر على الوقوف مطولا، بسبب مرض الدوالي، وكثيرون هم أولائك الذين أثقلت جيوبهم متاعب مرض السكري والضغط الدموي، كما لم يعد غريبا أن يحمل المعلم في محفظته علبة (البراسيتامول) علّه ينهي أوجاع الدماغ، غير أنهم يقولون: "كل شيء له مُسكنه إلا فوضى التلاميذ، غابت العصا وزاد الضجيج الذي أصبح هاجسا تمكن من 65 بالمائة منهم في انهيارات عصبية حادة.
*
تتباين الأرقام وتختلف الإحصائيات حول نسب المرض والمرضى بين المعلمين والأساتذة لكنها تشترك في تفشي عددا من الأمراض المهنية، وهو ما كان وراء مطالبة نقابات التربية بملف كامل عن طب العمل، حيث طالبت نقابات التربية بإدراج قائمة رسمية للأمراض المهنية التي أضحت تصيب الأساتذة والمعلمين أثناء أدائهم لمهنة التدريس.
*
تحوز "الشروق" على وثيقة تشير إلى إصابة عدد من الأساتذة بأمراض خطيرة، جراء ملامستهم لمواد كيماوية، تستعمل في المخابر لتلقين التلاميذ دروس العلوم الطبيعية، إذ تكشف الوثيقة وفاة أحد المخبريين بمتوسطة الإمام البخاري بالجلفة جراء التأثر البالغ بها بعد ملامسته لإحدى المواد الكيماوية، بالإضافة إلى إصابة مخبرية بالعمى بعد انفجار تركيب تجريبي بأحد متاقن قسنطينة.
*
وتذكر الوثيقة أنه لا يوجد أي نص تشريعي يصنف الأمراض المهنية للأساتذة والمعلمين، وجميع عمال التربية، حيث لا يعترف إلا بمرض "الأحبال الصوتية"، مقابل إنتشار أمراض أخرى نتيجة احتكاك هؤلاء بمواد خطيرة داخل المخابر على وجه الخصوص وانتشار أمراض الحساسية بمختلف أنواعها، والأمراض الصدرية، خاصة بالنسبة لهيآت التدريس والمخبريين والعمال المهنيين، بالإضافة إلى مرض الأعصاب وما ينجر عنه من ضغط الدم والأمراض التنفسية، وانتشار أمراض المفاصل التي تصيب الأساتذة والمعلمين جراء الوقوف المطوّل كالإصابة في الظهر والساقين، وتصلب الشرايين أو ما يعرف بمرض الدوالي، حيث تشير الأرقام إلى إصابة 20 بالمائة من عمال القطاع بهذا المرض.
*
وتؤكد معطيات مستقاة من الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين حسب الوثيقة، أن في مقدمة المواد التي أصبحت تفتك بأساتذة العلوم الطبيعية، والكيمياء جراء ملامستهم لمواد خطيرة تأتي في مقدمتها "اليود، الكلور، الأزوت، حامض الكبريت، معدن الصوديوم، الزئبق"، وغيرها من المواد الكيماوية، والتي يتعامل بها الأساتذة لإثبات بعض النظريات والتحاليل والمعادلات الكيميائية، في سبيل إثبات تجارب علمية للتلاميذ.
*
وأشارت الوثيقة إلى أن عددا من العمال المهنيين داخل المؤسسات التربوية لاسيما منهم القابعين خلف آلات الطباعة والنسخ مصابون بأمراض مختلفة، وأحصت الوثيقة عددا من مدارس الأميونت لا يزال التلاميذ والأساتذة يزاولون المهنة تحت أسقفها، وهي المادة التي ثبت علميا تسببها في مرض السرطان.
*
وفي الموضوع، قال مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام لدى الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، لـ "الشروق"، أن مثل هذه الأمراض في انتشار واسع لدى فئة المعلمين والأساتذة، لكن المشكلة في عدم اعتراف وزارة الصحة أو وزارة التربية بتصنيفها كأمراض مهنية"، وطالب المتحدث بإدراجها في صندوق الضمان الإجتماعي.
*
كما تشير الأرقام المتحصل عليها من قبل وزارة التربية الوطنية أن 120 ألف أستاذ ومعلم يتقدمون سنويا بشهادات مرضية طلبا للعطلة المرضية، في مقدمتهم فئة النساء اللواتي يطلبن عطلة مرضية بعد انقضاء فترة الأمومة، إلى جانب فئة كبيرة من الكهول ممن زادت فترة تدريسهم عن العشر سنوات، وتأتي حالات الإنهيار العصبي في مقدمة الحالات النفسية التي تصيب فئة المعلمين والأساتذة، كما تختلف نسب التعرض لها، فبين من يصنف عدد الذين يتعرضون للإنهيار العصبي ما بين 65 و85 بالمائة من الذين يتوّفون مباشرة بعد إحالتهم على التقاعد، أي بعد 25 عاما من مزاولة المهنة، وبين أرقام أخرى تؤكدها النقابة الوطنية لعمال التربية التي تكشف أن 85 بالمائة من الأساتذة يتعرضون لإنهيار عصبي بعد مرور ثلاث سنوات من مزاولتهم لخدمة التعليم، كما تكشف أرقام أخرى نقابية أن عدد الأساتذة الذين يتوفون سنويا جراء الإنهيار العصبي يتراوح ما بين 150 و200 حالة، ومن الأمراض الأخرى المنتشرة بين عمال التربية نجد، مرض السكري، والقلب، والضغط الدموي، إلى جانب مرض الدوالي حيث أن 80 بالمائة من رجال التعليم مصابون بمرض "الدوالي" الذي يظهر عادة نتيجة الوقوف الطويل.
*