souna عضو فضي
عدد المساهمات : 1032 نقاط : 2108 تاريخ التسجيل : 01/03/2010
| موضوع: المٍراة بين دعاة الحرية و المساواة و السفور و بين دعاة التزمت و التحجر السبت مارس 08, 2014 10:16 am | |
| يعود علينا كل عام يوم 8 مارس نتدكر فيه بعض إنجازات المرأة في الماضي و الحاضر ، ننوه بدورها الأسري و الإجتماعي ، نناقش بعض قضاياها الساخنة ، نطالب بحقوقها المهضومة ، نكرمها بالشكر و الإمتنان نقدم لها بعض باقات الورود الطبيعية و اغلبها صناعية ، و بعض الهدايا الرمزية ، و يمر الثامن من مارس لتبقى معاناة المرأة على جميع الأصعدة المهنية و الإجتماعية و الأسرية على حالها و كل قضاياها حبيسة الأدراج ....... المٍراة المعاصرة اليوم ضائعة بين دعاة التحرر و السفور من يريدون ان يجعلوا منها سلعة رخيصة تعرض لجلب فوائد مادية ، و بين المتزمتين و الفاهمين لدور المرأة المسلمة فهما خاطئا ينحصر في دورها الأسري فقط ، و لا يتعدى تربية الأبناء ، و لا يحق لها ان تفهم او تطلع عما يدور في مجتمعها من جميع النواحي السياسية و الإجتماعية و الثقافية حتى تتسلح بالعلم الوفير و الثقافة الشاملة التي تجعل منها مربية فاضلة واعية على مستوى عال من الثقة في النفس قادرة على تنشئة الجيل تنشئة صحيحة .. والمرأة تسمع وتري وتتأثر وتنفعل وتستجيب ، أو تحجم وتستمسك بدينها ، أو تضعف أمام لحن القول ومعسول الكلام، لذا كان لابد من طرح القضايا التي تهم المرأة المسلمة وإبداء وجهة الحق والصواب فيها، وإحدي هذه القضايا خوض المرأة للمجال النقابي ، ولاسيما وأن قلة معدودة منهن تشارك بالرأي والقلم في هذا المجال!! و في رأيي المتواضع ففهم المرأة للواقع الساسي المحيط بها امر واجب و عليها فهمه و إدراك كل تفاصيله ، قبل الخوض في العمل النقابي ، للأن دلك جزء من كل . قطاع عريض من النساء المسلمات غير مهتم بقضايا المسلمين وبالأحداث التي تدور، ومن ثم دورهن مغيب عن الساحة،
فهل ترون ضرورة وجود وعي سياسي لدي المرأة المسلمة؟! ــ إذا كان المقصود بالوعي السياسي سياسة العالم والصراع بين الحق والباطل وبين الإسلام وتغريبه، وأن يكون لدي المرأة وعي بما يُكاد للإسلام وللأمة، فهذا واجب علي كل امرأة مسلمة، خاصة وأنها منوط بها تربية النشء علي هذا الوعي، كما أن الذين يحاربون الإسلام يعملون علي تجفيف المنابع، بمعني أنهم يريدون أن يبعدوا النشء عن فهم الإسلام وقيمه وطبائعه، فإذا كانت الأم لا تعي هذه المقاصد ولا تفطن لهذه التربية البعيدة عن الإسلام التي سوف تربي عليها أبناءها فهذا خطأ شديد، ولكي تربي الأم أبناءها علي فهم هذه الأمور جيدًا يجب أن تكون هي مصدر إجابة لاستفساراتهم ولأسئلتهم، ولكي تسهم أيضًا كعضو فعال في المجتمع المسلم ولا يتم ذلك إلا إذا كانت المسلمة مهتمة بشكل كبير بقضايا المسلمين وبالأحداث التي تدور علي الساحة عملاً بقول الرسول (صلي الله عليه وسلم): »من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، هدا بالنسبة للمراة الأم عموما فإن هي كانت مربية الأجيال هنا تضاعفت مهمتها و مسؤوليتها .«.
هل المرأة مسئولة داخل البيت فقط أم أنها مطالبة بما يطالب به الرجل ؟!
- الرجل له مسئوليات داخل البيت وخارجه والمرأة لها مسئوليات داخل البيت وخارجه، وحصر دور المرأة في البيت أمر ليس إسلاميًا وليس واقعيًا وليس معقولاً، فمن الذي حصر دور المرأة في البيت فقط؟! ومن ادعي هذا؟ ومن جعل مسئولياتها في هذا النطاق فقط؟! هذا مفهوم غير إسلامي وغير تاريخي. فالنساء شقائق الرجال - كما قال الرسول (عليه الصلاة والسلام)، وأم سلمة شاركت في قضايا إسلامية مهمة جدًا عندما أخذ الرسول (صلي الله عليه وسلم) رأيها في هدنة الحديبية، وما كان الرأي الصحيح يغيب عن الرسول (صلوات الله وسلامه عليه)، ولكنه أخذ بمشورة زوجته في هذا الحدث التاريخي الذي يتعلق بمستقبل الإسلام والمسلمين ليكون درسًا مهمًا للمسلمين في مثل هذه المواقف، وليبين (عليه الصلاة والسلام) أن المرأة المسلمة لديها المقدرة العقلية علي المشاركة الفعالة في القرارات السياسية. وكذلك شاركت أم هانئ ابنة عم النبي (عليه الصلاة والسلام) (ورضي الله عنها) في أخطر قرار عند فتح مكة وكان الرسول (عليه الصلاة والسلام) قد أهدر دماء بعض قادة قريش لسابق مواقفهم الإجرامية في حق الإسلام والمسلمين، وبرغم هذا تدخلت لحماية بعض هؤلاء والنبي (صلي الله عليه وسلم) قال لها: "لقد أجرنا يا أم هانئ من أجرت"، فمعني هذا أنها أبطلت أو كادت تبطل قرارًا سياسيًا مهمًا جدًا للمجتمع المسلم آنذاك، كذلك أم عمارة (رضي الله عنها) كانت مع الأنصار في بيعة العقبة الكبري وهم يقررون قرارًا خطيرًا جدًا، وهو: حماية النبي (صلي الله عليه وسلم) في المدينة، وإقامة مجتمع مسلم هناك.. إذن مشاركة المرأة المسلمة في القضايا المصيرية التي يموج بها المجتمع قديمة وثابتة وموجودة في التاريخ الإسلامي والسيرة. ودور المرأة والمشاركة في العمل النقابي مثل أي عمل آخر لها كالتدريس والطب وبقية الوظائف التي تعمل بها، فهي عضو في المجتمع ولها مصالح فيه وهي إحدى لبناته مثل الرجل تمامًا، والمرأة يمكنها ان تترأس فرعا نقابيا في مؤسستها ، و ان تكون مشاركة بفعالية في المجالس الولائية و حتى الوطنية بشرط أن تتوافر لديها ثقافة عالية ووعي سياسي و نقابي وإلمام بقضايا المجتمع وقضايا الأمة و القضايا التربوية ، وأن تقدر مسئولية ما هي مقبلة عليه في هذا المجال، وأن تكون لديها حصانة للمشاركة في حدود الآداب الإسلامية والشرع (الالتزام بالحجاب وبالسلوك الإسلامي).
وثمة شرط آخر للمرأة المشاركة في هذا المجال، وهو أن تكون متفرغة أو تكون جاوزت سن الأربعين بحيث لا يتعارض عملها هذا مع واجباتها نحو أبنائها وتربيتهم، ولنذكر أسماء بنت يزيد الأنصارية - وافدة النساء للنبي (صلي الله عليه وسلم) - عندما تبنت الحديث باسم بنات جنسها لتسأل عن موضوعات تخصهن، وامرأة تمثل النساء للمطالبة بحقوقهن أمر ليس بجديد علي الإسلام والمسلمين. هل يمكن للمرأة المسلمة أن تصل إلي مستوي الزعامة النسائية - في الحركة الإسلامية - والبعض يفتي بما يواريها خلف الأبواب؟! - الإجابة عن هذا السؤال عند الصدر الأول من الصحابيات.. فالسيدة عائشة خرجت في موقعة الجمل، وكان يُرجع إليها، والسيدة أسماء بنت أبي بكر كانت لها زعامة وكانت لها قيادة، وكان المسلمون يرجعون إليها ويأخذون برأيها، وابنها عبد الله بن الزبير - وهو خليفة المسلمين آنذاك - كان يرجع إليها ويأخذ برأيها وتوجيهاتها. فالمسألة تجاه المرأة ليست بهذا الانزواء وهذا الضيق، ففي سورة »مريم« يقول الله عز وجل: واذكر في الكتاب مريم... ذكرها الله في وسط الأنبياء، وخاطبها الله عن طريق الوحي كما خاطب الأنبياء محمدًا، عيسي، موسي (عليهم الصلاة والسلام)، وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون... لم يقل الله - عز وجل - ضرب الله مثلاً للنساء، بل للذين آمنوا (رجالاً ونساءً) كجانب إصلاحي.
أيضًا لكي يتم الفرض الخامس في الإسلام يجب أن نمشى خطوات هاجر ونسرع مثلها ونمشى سبعة أشواط مثلها. فيجب ألا تشعر المرأة بأن دورها هامشي فتصغر في عين نفسها عندما لا تحس بإيجابيتها، والفتاوي التي قلصت دور المرأة وألا تخرج من بيت أبيها إلا لبيت زوجها أوصلت المرأة إلي عضو مشلول أو نصف مشلول عندما حصرتها في مسئوليات ضعيفة جدًا قد يقوم بها خادم، وأداؤها قد يشلها - أي المرأة - وكأنها خلقت لهذه المسئولية فقط!! فالمسئولية لن تنتهي عند هذا الحد! فكما أن لها مسئوليات داخل البيت لها أيضًا مسئوليات خارجه فلا يجب أن يُحرم المجتمع من نشاط المرأة المسلمة الصالحة! وسورة »المجادلة« تذكر في القرآن إلي يوم القيامة.. كيف لامرأة أن تغير وجه المجتمع الإسلامي بجدال مبرر؟! ولم يجادل عنها أبوها أو أخوها. فمن الذي قلب المعركة وحولها لهذا الضمور وترك المجال للمفسدات والمتحللات؟ للأسف بعض الإسلاميين بفهمهم المحدود وبالفتاوي الضيقة! فكيف إذن تفكر المرأة؟! وكيف يكون لها طموحات في الحياة وهي بهذه الشاكلة؟! اهتمت المرأة المسلمة اليوم بالمشتريات وبتوافه الأمور؟! لأن دورها تقلص وفرغت اهتماماتها! فالمسئولية والتكليف في هذه الحياة أكبر مما نظن، فيجب ألا نأخذ إسلامنا من أناس فهموا إسلامهم فهمًا خاطئًا.. يجب أن يتسع نطاق فهمنا للإسلام. لذلك يجب أن نعمل علي تربية نساء مسلمات علي درجة واعية جدًا في فهم الحياة والصراع السياسي والاجتماعي والصراع الحضاري الحديث الذي نحتاج فيه لكل قوة سواء كانت لرجل أو امرأة أو طفل أو كبير، ونحتاج فيه من بين النساء.. نساءً ذوات قدرة علمية وقدرة إفصاح للدفاع عن المرأة المسلمة وقيم المرأة المسلمة للوقوف أمام هذا الزحف الظالم الذي يجعل من المرأة سلعة رخيصة لأطماع الرجال بدءًا من جعلها قيمة جسدية في الإعلانات وانتهاء بما يُحاك لها في أروقة المؤتمرات. كذلك نحن في حاجة إلي نماذج نسائية إسلامية في المؤتمرات الإسلامية والندوات علي مستوي العالم وحتي في الأمم المتحدة، لكي نثبت أن نساء الإسلام علي مستوى عالٍ من الوعي والإدراك والعلم .
| |
|