الحق لا يعترف بالمستحيل لأنه ببساطة مقتنع بمشروعيته وأحقيته سلاحه الصبر والنضال الدائم وعدم الإستسلام والإنهزام النفسي ، فكم من مستحيل صار ممكنا في هذه الحياة ، والحياة مدرسة أساتذتها الأيام
فانتصارات الحق على المستحيل كثيرة تزخربها كتب التاريخ فليراجعها من لا زال في قلبه شك من إمكانية انتصار الحق عاجلا أو آجلا .
وما معنى مستحيل : المستحيل في أفضل تعريف : هو الأمر غير ممكن الحدوث في الوقت الراهن لأن شروطه لم تتوفر بعد أما عندما تجتمع شروطه فإنه سيصير ممكنا ، سنة الله في الوجود ، فكم من
حقوق حققها النضال النقابي على مر التاريخ كانت تنعت وتصور على انها خطوط حمراء غير قابلة للنقاش والتفاوض .. ففي عهد الوزير السابق الموصوف بالمواقف الحادة كان يعتبر مجرد فتح النقاش
حول القانون الأساسي لعمال التربية وشبكة الأجور خط أحمر ، وبالإصرار والنضال وعدم اليأس وقبل أن ينقضي عهده لم يفتح النقاش حول هذا القانون فقط بل أعيد النظر فيه وعدلت التصنيفات غير العادلة التي تضمنها بشكل ولو كان غير مرضي ... لأنه ببساطة ليس قرءان ، والحق قوي بجذروه الممتدة في الأعماق يميز بين لغة الخشب والإنهزام ولغة الإقرار والإعتراف.
أما الحق والوقت فبينهما علاقة صداقة وأخوة كبيرة، فلا يمل أحدهما من الآخر حتى يصلا إلى المبتغى .. أما الذين يعتبرون أن الوقت سد منيع لوصول الحق فهم مخطئون لا يفقهون طبيعة العلاقة التي تجمع بين الإثنين ... قالوقت أخو الحق دائما يذكره بالصبر ... فالمسألة مسألة صبر فقط سيحلها الوقت " راجع قاموس النضال "
فالإتفاق بين النقابة و الوزارة الوصية على أجل"وقت" معين للنظر في المطالب المرفوعة إليها لا يعني من منظور النضال النقابي أن ذلك الأجل هو نهاية الفصل في كل المطالب ومن لم يقدم مطالبه فيه فاته القطار لأن الإتفاق مجرد إمهال الوصاية وإعطاء الوقت لدراسة تلك المطاب قبل استعمال الإضراب لاختبار صدق النوايا ليس إلا ، والنقابة تعي جيدا تكتيكات الوصاية بالتجربة النضالية...
والدليل على ذلك ها هي الوزارة بدأت تنكث الإتفاق بالتلويح ببعض التصريحات ضد النقابات بزعمها أنها تشوش على الإنتخابات الرئاسية المقبلة باستعمال الإضراب ، وببعض التصريحات لبعض ممثلي
الوظيف العمومي الخ... لتثبيط العزائم وتبرير نكث العهود ...
فالذين يظنون أن تاريخ 2013/12/31 كالفاتح من نوفمبر أو 5 جولية 1962 متوهمون ومنهزمون نفسيا. والأيام بيننا لخيردليل.
إن المستحيل في مجال المطالبة بالحقوق مجرد وهم لا يوجد إلا في مخيلة الفاشلين المنهزمين داخليا. وشتانا بين من يريد أن يجمع ويوحد الصفوف ويشحذ العزائم وبين من يبث في الأراجيف لإضعاف
المواقف والهمم. !
أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.