يحكي أنه في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان ,حدث هذا قبل أن تعرف ذات الجناحين طريق الأجواء و الطيران . كانت الأرض مأوى إلا للطيور , يجمعها العيش و المصير المشترك , إلى أن نفذ القوت و انتظر الجمع زيارة الموت و ضاقت بهم الدنيا بما رحبت و ما عادت الأرض تلبي مطالب الأهل و الأبناء . و حدث أن اشتكت الطيور حالها لبارئها تسأله أن يفتح لها أبواب الرزق , و يوسع لها سبل الكسب . فلبى لها الخالق مطلبها , بأن خص لها جناحيها بالإضافة إلى قوائمها وسيلة للوصول إلى غذائها . فجاء اليوم الموعود و بدأت الرحلة و أصرت النعامة أن تكون خاتمة المغادرين . فيطير العصفور و اللقلق و البجع و تطير الحمامة , و تبقى النعامة رابضة في مكانها , تتعجب من إقلاع البجع وتتشاءم من طيران اللقلق و تسخر من بطئ البجع وتلمز قي شكل جناحي العصفور و من ثني قوائم الحمام. فهي النعامة يخال لها أنها الأفضل و أن جناحيها الأطول و منقارها الأكبر و دماغها الأضخم . تلتقط بنقرة واحدة ما يلتقطه أسراب من الطيور دفعة واحدة , و تطير مئات الأميال اكبر مما يطيره كل الطيور في عام كامل , و تفكر و تحل المسائل بضخامة دماغها بيسر و سهولة أحسن و أتقن مما تحله الطيور مجتمعة . جاء دورها انتظر كل الصغار من الجو الحدث , و ما إن همت لبداية مغامراتها حتى ارتطمت أرضا . أكمل الصغار طريق تحليقهم أما الكبيرة فغرست رأسها في التراب ,علها تجد سبيل اقصر تجهله ذوات الأحجام و العقول الصغيرة و من حينها ,ما كان بمقدور النعامات ذوات القوائم والنعامات ذوات الأرجل من الطيران . و من حينها اصبحت النعامات تسخر من طيران و من العصافير