دعت التنسيقية الوطنية للثانويات التقنية والمتاقن، وزارة التربية باستحداث بكالوريا مهنية في إطار مدرسي بعدما ألغت -حسبها- الوزارة التعليم التقني في الجزائر بعد تواجد ”تاريخي” منذ السنوات الأولى للاستقلال.
وطالبت التنسيقية في بيان لها، تلقت ”الفجر” نسخة منه، إدارة الوزير عبد اللطيف بابا احمد بوضع مخطط لإعادة الاعتبار للثانويات التقنية والمتاقن وإحداث بكالوريا مهنية في إطار مدرسي، بحيث يتم تحضيرها بعد السنة الرابعة متوسط ، في الثانويات التقنية خلال ثلاث سنوات دراسة، على أن تمكن هذه الشهادة كل طالب متحصل على بكالوريا مهنية وحسب رغباته، إما الالتحاق مباشرة بسوق العمل أو بناء على العلامات المتحصل عليها في امتحان البكالوريا ومساره المدرسي أن يلتحق بمعهد متخصص للتكوين أو يتابع دراسات جامعية.
وجدّدت التنسيقية مطالبتها أيضا بإدماج أساتذة التعليم التقني للثانويات التقنية في الرتبة القاعدية لسلك أساتذة التعليم الثانوي بدون شرط أو قيد، مع ترقيتهم آليا في الرتب المستخدمة ”أستاذ رئيس وأستاذ مكون”.
وذكرت التنسيقية أنه منذ تطبيق إصلاح المنظومة التربوية في 2003، عملت ”بلا هوادة” من أجل المحافظة على التعليم التقني في الجزائر، وقدمت العديد من الاقتراحات ”لكن للأسف لم تؤخذ بعين الاعتبار من طرف الوزارة”، مبينة أن إصلاح وإعادة هيكلة هذا التعليم تم ”في اتجاه مناقض لتوصيات اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربية وبصفة ارتجالية، فأدى إلى تفكيك غير معقول للتعليم التقني، حيث حوّلت المتاقن إلى ثانويات تعليم عام، فأغلقت بصفة نهائية ورشات ومخازن هذه الثانويات، ولامتصاص الفائض على مستوى الثانويات تم في أغلب الأحيان تحويل مخابر التقني إلى أقسام”. وأضاف البيان ذاته، أنه تم أيضا حل الفرق البيداغوجية ما جعل الأساتذة تحت تصرف مختلف مديريات التربية التي ”تقوم بتوزيعهم عشوائيا وكما شاءت على مختلف ثانويات التعليم العام”، مضيفا أن معظم هؤلاء الأساتذة لا يقومون اليوم بمهامهم كأساتذة تعليم تقني ”بل أصبحوا مقتصرين على تلقين دروس الإعلام الآلي ومفاهيم في التكنولوجي لأساتذة السنة الأولى ثانوي”.
وأوضح البيان أن هذا الوضع قلص عدد مترشحي البكالوريا في شعبة التقني الرياضي، فلم يتجاوز عددهم 4158 سنة 2009، وهو ما مثّل نسبة ”تافهة” قدرت بـ 1.6 بالمائة من العدد الكلي للمترشحين، مشير أنه الآن ”يجب الاعتراف بكل موضوعية وبدون مبالغة أنه لا يوجد تعليم تقني في الجزائر، وذلك بعد تواجد تاريخي يعود إلى السنوات الأولى لاستقلال البلاد”.