يلتقي وزير التربية الوطنية أبوبكر بن بوزيد النقابات الممثلة لعمال التربية الوطنية يوم 18 سبتمبر الحالي، أي بعد أسبوع واحد من انطلاق الموسم الدراسي، للتباحث بشأن المطالب التي ما تزال مرفوعة، من بينها ملف طب العمل والخدمات الاجتماعية وتخفيض سن التقاعد.
وبهذه المناسبة دعت التنظيمات النقابية الوزير إلى فتح باب الحوار لتلبية ما تبقى من المطالب العالقة، بدل استخدام أسلوب التهديد والوعيد، مصرة على ضرورة اعتبارها شريكا فعليا للهيئة الوصية، متسائلة عن مصير اللجان التي تم تكليفها بتقليص البرامج تحسبا لهذا الموسم الدراسي.
وتساءل مزيان مريان الناطق باسم النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم التقني والثانوي عن مصير المطالب البيداغوجية التي رفعها تنظيمه، خصوصا تلك المتعلقة بتخفيف الحجم الساعي للحصة الواحدة من 60 دقيقة إلى 45 دقيقة فقط، مؤكدا بأن الوزارة لم تكلف نفسها عناء الرد على هذا المقترح، مما يعني أن ظاهرة اكتظاظ البرامج ما تزال قائمة ومن شأنها أن تؤثر مرة أخرى على التحصيل العلمي للتلميذ.
وانتقد المتحدث بشدة إصرار الوزارة على التمسك بنفس التقسيم للمناهج والبرامج رغم إعادة النظر في عطلة نهاية الأسبوع، موضحا بأن الدروس التي كانت توزع على خمسة أيام ونصف من الأسبوع، أصبحت مقسمة على أربعة أيام ونصف فقط، كما أن الوزارة الوصية لم توف بوعدها المتعلق بإعادة النظر في الكثير من البرامج التي تتميز بالكثافة، رغم المقترحات التي رفعتها النقابات المستقلة، فضلا عن المطالب الاجتماعية المتعلقة بطب العمل وسن التقاعد والخدمات الاجتماعية.
واعتبر مزيان مريان بأن التهديدات التي وجهها الوزير إلى الأساتذة والمعلمين بمعاقبة الذين يتغيبون باستمرار، بأنها خلقت جوا غير ملائم تزامنا مع انطلاق الموسم الدراسي، في وقت ماتزال أبواب الحوار مع الوزارة موصدة، مؤكدا بأن استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه أن يؤدي إلى حدوث حركات احتجاجية أخرى.
وأفاد نوار العربي منسق وطني بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بأن الوزارة مدعوة لمعالجة جملة من المشاكل البيداغوجية، من ضمنها تكوين الأساتذة وعدم الاكتفاء بالاعتماد على الخبرة والتجربة فقط في تطبيق المناهج الجديدة، قائلا بأن المفتشين أنفسهم أجبروا على الاعتماد على خبرتهم في تطبيق البرامج المستحدثة دون الاستفادة من دورات تكوينية.
ومن جانبه، انتقد المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين مسعود عمراوي تأخر الوزارة في برمجة المسابقة الخاصة بتوظيف الأساتذة، لأن ذلك سيجبرها على الاستعانة بالمتعاقدين وبالتالي تعميق مشاكل هذه الفئة، إلى جانب جعل السنة الدراسية تنطلق بحوالي 15 ألف منصب شاغر.
عن جريدة الشروق