الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين
الجزائر في : 2012/10/16
في حفل اليوم العالمي للمعلم
المقام بثانوية العقيد عميروش باسطوالي - الجزائر
تم تكريم
المتقاعدون من أعضاء المجلس الوطني-
عائلة - أب وأم - المرحوم : عصمان رضوان-
عائلة المرحوم : قندوسي لخضر رئيس اللجنة الوطنية لمفتشي التعليم الابتدائي-
الفنان : الصادق جمعاوي صاحب أغنية يا أستاذي -
كلمة رئيس الاتحاد إحياء لليوم العالمي للمعلم
05 أكتوبر 2012
ثانوية العقيد عميروش – اسطوالي - الجزائر يوم 16 أكتوبر 2012
بعد الصلاة و السلام على سيد المرسلين و إمام المعلمين محمد عليه أطيب الصلاة و التسليم يسرني باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية و التكوين أن أرحب بكل الضيوف الذين يحضرون معنا هذا الاحتفال كل حسب مقامه و إذ نحتفل بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا المتمثلة في اليوم العالمي للمعلم المصادف لـ 5 أكتوبر من كل سنة على غرار باقي دول العالم كون هذا اليوم أصبح رمزا نحاول من خلاله رد الاعتبار للمعلم و إذ تتزامن هذه الذكرى و الجزائر تحي الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية مما يستوجب علينا الترحم على شهداء الثورة التحريري الوطني دون أن ننسى شهداء المدرسة الجزائرية .
أيتها السيدات أيها السادة :
إن اليوم العالمي للمعلم تقرر رسميا يوم 5 أكتوبر من سنة 1994 المصادف للتوقيع على التوصيات المتعلقة بضروف الموظفين المعلمين الصادرة عن منظمة العمل الدولية OIT و منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم والثقافة UNESCO , المصادق عليها من طرف 140 دولة بما فيها الجزائر.
إن هذا اليوم جاء تتويجا للجهود الجليلة و الأعمال النبيلة التي لا تحصيها الليالي و الأيام و لا الأعداد و الأرقام ،فجدير بالمعلم أن يفخر بهذا اليوم و حري بنا أن نكرمه لأنه حامل لرسالة الأنبياء و الرسل إذ يقول الشاعر :
قم للمعلم وفه التبجيلا ...كاد المعلم أن يكون رسولا
فالكل مدين له بأفضاله عليهم، فعلى يديه يصنع الرجال و يبنى صرح الأمم باعتباره مصدر كل تطور و تحضر و رقي ،فهو العمود الفقري للعملية التعليمية التربوية لما له من دور و أهمية في بناء الأمة و تربية الأجيال الواعدة ، فهو جدير بالاحترام و التقدير .
أيتها الفضليات أيها الأفاضل :
نحتفي بهذا اليوم في ظرف خاص يتسم بإقرار قانون خاص مجحف يحمل بين طياته اختلالات أحدثت فتنة غير مسبوقة بين مختلف أسلاك التربية كونه لم ينصف من أفنوا زهرة شبابهم خدمة لرسالة التعليم و التربية .
إننا - نحن المعلمين - مدركين لرسالة التربية و التعليم التي تستمد روحها من هدي شريعتنا السمحاء و المعلم حين يدرك هذا يستشعر عظمة رسالته و يعتز بها و هذا ما يدعوه إلى الحرص على نقاء سيرته و طهارة سريرته ليحفظ للمهنة شرفها و قدسيتها .
و رسالتي للمعلمين في هذا اليوم الأغر ما جاء على لسان أبي المعلمين الجزائريين الشيخ البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله إذ يقول :
*إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش مماليك ،رعاياها أطفال الأمة ، فسوسوهم بالرفق و الإحسان ،و تدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل ، إنهم أمانة الله عندكم ،وودائع الأمة بين أيديكم ، سلّمتهم إليكم أطفالا لتردوهم إليها رجالا ، و قدمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح و ألفاظا لتعمروها بالمعاني ، وأوعية تملؤها بالفضيلة والمعرفة ،إنكم رعاة و إنكم مسؤولون عن رعيتكم و إنكم بناة و إن الباني مسؤول لما يقع في البناء من زيغ وانحراف *.
أيتها الشريفات أيها الشرفاء :
إن ما تحقق من تحسن في نظام الأجور للمعلمين بالمقارنة مع بعض قطاعات الوظيفة العمومية و على الرغم من استمرار تدني القدرة الشرائية نتيجة الارتفاع الفاحش و المستمر للأسعار في غياب ميكنزمات و آليات من طرف الحكومة لضبط السوق الوطنية إلا أننا ندعو المعلمين لرفع التحدي و التمثل بمقولة الشيخ البشير الإبراهيمي السالفة الذكر لتحسين الأداء التربوي بمضاعفة الجهد بما ينعكس إيجابا على واقع تمدرس أبنائنا في المدرسة العمومية خصوصا لتحقيق القفزة النوعية المنشودة لضمان معلم متميز و مدرسة ذات نوعية .إن نضالنا لا يزال مستمرا لمعالجة و تحقيق الملفات العالقة التي لا تزال تؤرق المعلم و تحول دون أداء رسالته على أكمل وجه ، و على رأسها ملف المنظومة التعليمية التي نتطلع من خلالها لبناء مدرسة جزائرية تجسد ثوابت الأمة و تساير التطور العلمي و الحضاري ، ومراجعة اختلالات القانون الأساسي المعدل.
و في الأخير يطيب لي أن أتوجه بالتحية إلى كل الشموع التي تحترق لتضيء الدروب للأجيال الصاعدة ، إلى كل من ينشر العلم و يحارب الجهل ،إلى كل مرب للأجيال ،و صانع القادة و مبعث العظماء فنقول له :
معلمي القدير لك مني و من كل طالب علم عرف قدرك و رعى حقك جزيل الشكر و العرفان والمحبة و الامتنان التي أوجبها علينا الرحمن ، فجعل منك وريثا للأنبياء و الرسل ،و سوف لن أنساك ما حييت أبدا.
لك سيدي المعلم ، لك سيدتي المعلمة في الجزائر والعالم أجمع و خاصة معلمي فلسطين و العراق و سوريا فائق الاحترام و التقدير .
وعملا بالمقولة المأثورة: من لايشكر الناس لايشكر الله ، نتقدم بالشكر الجزيل لكل من وزارة التربية الوطنية ومديريتي التربية للجزائر وسط وغرب على توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح الحفل ، دون أن ننسى المكتب الولائي لولاية الجزائر.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رئيس الاتحاد
الصادق دزيري