السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إذا كانت الهيكلة والتركيبة الحالية لهيئات
الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين لم تعد مجدية.. ولربما أصبحت هي ذاتها عقبة أمام العمل مثلما يؤكد البعض من أبناء الاتحاد على صفحات هذا المنتدى وخارجه.. وحجتهم في ذلك أن هذه الهيئات لم تعد تتواكب مع المتغيرات الجديدة بسبب المفارقة الهائلة التي نشأت في المدة الأخيرة بين ضآلة القيادة في بعدها المنتظم والفعال وبين مدى توسع الاتحاد خلال السنوات الأخيرة وضخامة المطالب الملقاة على عاتق هذه النقابة أمل الكثير من عمال القطاع..
أظن ـ والله أعلم ـ أننا ومن خلال الحلقات السبع الماضية لسلسلة (
لنراجع قبل أن نتراجع...؟!) وما أعقبها من نقاشات قيمة ومفيدة.. نكون قد وضعنا
الحجر الأساس للبدء في التشخيص بوضوح للأمراض والمشاكل والثغرات التنظيمية والهيكلية والتركيبية داخل هيئات الاتحاد وبعض المعالجات المقترحة.. لننطلق من خلالها إلى التغيير المطلوب إحداثه
في المؤتمر القادم بحول الله، الذي بدأ العد التنازلي باتجاهه.. حتى يستطيع الاتحاد مسايرة مختلف التغيرات الاجتماعية الجديدة من خلال تغيير هياكله وتركيبتها.. وحتى يكون قادرا على استيعاب الطاقات الوافدة إليه وحسن توجيهها وتلبية رغبات جميع عمال قطاع التربية دون استثناء..
وفي كلمتنا الختامية هذه نؤكد على النقاط التالية:
أولا/ إن تركيزنا على
القانون الأساسي والنظام الداخلي للاتحاد كونهما المرجع الذي حدّد البنية الهيكلية للاتحاد والتي هي الجسم الذي أودعته النقابة روحها، والشكل الذي يحمل رسالتها ويعبر عنها، والإطار الذي يضمن ترشيد الطاقات وتسديدها وتصويبها إلى أهدافها بتناغم وانسجام وفعالية.. خاصة وأن الغاية من وضع هذه الهياكل أو مراجعتها هو جلب الفعالية والمصداقية..
ثانيا/ إذا كنا قد تطرقنا إلى أبرز العقبات ـ من وجهة نظرنا والتي شاركنا فيها بعض الزملاء ـ التي احتوتها قوانين الاتحاد، فإننا ـ ومع ذلك ـ ندعو إلى ضرورة الحرص على
إشراك القاعدة في إثراء ومناقشة مثل هذه القوانين لكونها من القضايا المصيرية التي يجب أن تدلي القاعدة فيها برأيها بكل صراحة ووضوح.. لما في ذلك من فائدة كبيرة في رص صفوف الاتحاد عبر اسمنت الحوار والنقاش وليس عبر "الفرمانات الفوقية" التي غالبا ما تتهم فيها القيادة بأنها تجر القاعدة إلى مالم تحط به هذه الأخيرة علما.. خاصة وأننا نعيش في
عصر الجماهير والثورات الشعبية التي من ابرز سماتها
المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات بعيدا عن كل وصاية أو هيمنة..
فأي غموض في أية محاولة للتغيير أو الإصلاح أو التعديل وفي أي مرحلة من مراحل السير وبعيدا عن أنظار القاعدة ومساهمتها فيه، يوحي بأن الخلفيات والمبررات تحمل غايات مشبوهة..!!
ثالثا/ إن أي محاولة للتغيير أو الإصلاح أو التعديل يجب أن تعطي قيمة كبرى للفرد.. أي فرد في الاتحاد.. وعدم استصغاره أو ازدرائه سواء اتفاقنا أو اختلافنا معه.. ف
ـالعنصر البشري هو الأهم من كل شيء.. فهو رأس المال الأساسي.. وإذا لم يعط مسؤولوا الاتحاد على جميع المستويات أهمية لأتباع الاتحاد لا يعطي هؤلاء أية قيمة لنقابة لا تخدمهم وفي إمكانهم الاستغناء عنها بسهولة قبل أن تستغني هي عنهم.. خاصة وأن الالتحاق بالاتحاد مبني على الاختيار الطوعي الذي لا قسر فيه ولا إجبار.. وأن العضو قادر على إنهاء ارتباطه بالاتحاد حال تبدل قناعاته أو إحساسه بالغبن أو التهميش أو استئثار البعض بأمور الاتحاد من دونه..
مع العلم أن الكثير من الذين فاؤوا إلى ظلال الاتحاد اكتووا بنار الـ
Ugta وجبروتها.. هم في غنى عن أي طغيان آخر من أي جهة كانت..
رابعا/ إن الحصن المنيع للاتحاد ومصدر حياته وقوته يكمن في اكتساب أفراد جدد واستيعاب طاقات متجددة وفي
اتساع قاعدته الجماهيرية وفي التحامه بجميع فئات عمال القطاع الذين يمدونه بعوامل القوة والقدرة على النجاح ومنازلة السلطة في افتكاك الحقوق والمطالب وكشف ودحر مناورات النقابات الأخرى التي ارتمت في أحضان السلطة وتُسَبح بفضلها وجودها بالعشي والإبكار..
((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله))
مع خالص تحياتي للجميع،،،