أتأسف كثيرا للحالة المزرية التي وصل إليها واقع الأستاذ في بلادنا.فهل هي الرغبة المتعمدة في القضاء على الفئة المتعلمة؟أم هي الأحقاد التي تنخر جسم مجتمهنا فتقضي على العلم وتدوس على القيم التي أصبحت عملة نادرة يعرفها أبناؤنا؟ أتأسّف إخواني فلقد حملتني همومي بعيدا عن موضوعنا.وهو لماذا لايعدل بين الأساتذة حاملو الشهادات الجامعية؟ لماذا لايُوَفون حقهم في التصنيف؟لو نظرنا إلى الواقع لوجدناأنّ الأستاذفي الابتدائي يعمل ويتعب أكثر من زميله في المتوسط والثانوي.فلقد سبق لي وأن دَرّستُ في الابتدائي وكم كنت أعاني من كثرة ساعات العمل وكثرةالتحضير لكثرة المواد المدروسة بالاضافة إلى العدد الكبير للتلاميذ الذين يأتون صفحة بيضاء لا يفرّقون بين الرّقم والحرف فيسعى الأستاذبكلّ جهده وطاقته لتعليمه.أفلا ننظر لهؤلاء الأساتذة ونُنصفهم؟ ثمّ يقلّ الجهد إذا انتقلنا إلى التدريس في المتوسّط رغم مانُعانيه في إيصال المعلومة للتلاميذ الذين انتقلوا إلى المتوسطة من غير مستوى يُؤهلهم لأن يكونوافيها,ومن الذين أصبحوا شبابا وهم مازالوا تلاميذ لكثرة إعادتهم للسنوات فتجد فارق خمس سنوات بينهم وبين التلاميذ الجدد وما خفِي كان أعظم ولكن لا يتسع المجال للحديث عن هذه المشاكل وغيرها .فإلى متى يحقّق العدل في بلادنا؟