دخلنا الجزائر العاصمة من إحدى ولايات الغرب الجزائري يوم 06-05-2012 على الساعة التاسعة صباحا واعطيت لنا تعليمات من بعض المناضلين المتواجدين امام المقر بأن نتفرق فرادى ومثنى لأن الشرطة أحكمت حصارها على المقر الوطني لمنع توافد المزيد من المناضلين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن ، كما منعت حافلات من الدخول إلى العاصمة ، فافترقنا كماكان متفق عند وصولي إلى الشارع المؤدي للمقر رأيت 07 حافلات من نوع هيونداي راكنة مقابل مقر UGTa بدى لي الأمر طبيعي ولكن بمجرد وصولي زاوية الشارع المؤدي إلى المقر أوقفني شرطيان و طلب مني أحدهما بطاقة الهوية أعطيته إياها فأمرني بالصعود إلى الحافلة ،عندما صعدت نظرت بداخلها وإذا بي أجد زملائي المناضلين على متنها من مختلف الولايات ولما امتلأت أعطي الأمر لتحركها إلى وجهة مجهولة ، علمت عندئذ أنه يتم إبعادنا عن المقر واتجهت الحافلة إلى أحد محافظات الشرطة مبتعدة عن العاصمة بحوالي 20كلم ركنت مقابلها ثم نظرت إلى حافلة أخرى راكنة قبالتنا بيقينا في الحافلة حوالي ساعتين داخلها دون ماءولا أكل وسمعنا عن بدئ الوقفة بخطاب رئيس الاتحاد الموجه إلى المناضلين ثم بقينا نتساءل لماذا نعامل بهذه الطريقة وكانت الإجابة بأنها أوامر ونحن ننتظر أوامر أخرى بعدها تحركت الخافلة على محافظة شرطة أخرى بعيدة بحوالي 10كلم تم إنزال نصف عدد الركاب إليها بينما أخذ النصف الآخر إلى محافظة أخرى عندما دخلنا طلب من كل واحد منا أخذ كرسي والجلوس عرفت حينها أن العملية ليست بإبعاد وإنما هي عملية اعتقال كما شعرت اننا منعنا من التعبير عن رفضنا للقانون الخاص المهزلة كماارتابنا نوع من القلق والتساؤل فأجبت لأحد الإخوة أننا نصنع حدثا إلى جانب الحدث الرئيسي وهو الوقفة التاريخية
بقينا ننتظر حوالي ساعتين عندما أذن لصلاة الظهر قام العديد منا إلى الوضوء ثم الصلاة ، بعدها قدم شرطيان وبدءا في مناداتنا الواحد تلو الأخر لملئ استمارة معلومات شخصية عن كل واحد منا خلال هذه الرحلة بدأت الهواتف ترن منذ اعتقالنا للسؤال عنا من طرف الاخوة ولم تتوقف
وتلقينا خبر اتصال قيادة UNPEFمع مديرية الأمن لإطلاق سراحنا كما أخبونا بان المناضلين الذين شهدوا الوقفة هتفوا بأعلى أصواتهم " أطلقوا سراحهم"عند الساعة الثالثة مساء جاء إخلاء سبينا وأطلق سراحنا خرجنا من محافظة الشرطة لا ندري اين نحن سألنا احد أفراد الشرطة خارجا عن الاتجاه إلى ساحة اول ماي فأرشدنا إلى موقف الحافلة أوقفنا سيارة طاكسي أقلتنا إلى ساحة أول ماي بعدما انفضت الجموع وبقي عدد كبير من المناضلين واعضاء المكتب الوطني وزملائي من الولاية ينتظروننا ليطمئنوا على أحوالنا وقوبلنا بالابتسامات التي تعبر عن فرحتهم لدى رؤيتنا ، قاموا بمعانقتنا وضمنا واطمأنوا على أحوالنا وأخبرونا بان عملية اعتقالنا أعطت الوقفة زخما إعلاميا كما سمحت للمناضلين بالتآزر والتكاتف وإثبات أن الاتحاد قوة وقوة لايستهان بها في العمل النقابي الجاد والمسؤول وليس العمل النقابي البني على الهف.