السلام عليكم
رسالتنا "تربية "أولاً
إن وظيفة المدرسة مزدوجة : تربية وتعليم ، وكما نلاحظ فان التربية تسبق التعليم، إن التربية الصحيحة هى المدخل السليم إلى التعليم الجيد. انك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا، فالأرجح انه سيكون أكثر إقبالا على التعلم وأكثر قدرة عليه. فالتربية الخلقية مطلوبة لذاتها، ومطلوبة كوسيلة لتحقيق التعلم الأفضل.
إذن المدرسة مؤسسة تعنى ببناء الطالب خلقيا وتلك مسؤوليتها الأساسية، وبالتالي تكون المدرسة مؤسسة أخلاقية بالطبيعة، وعليها خلق بيئة أخلاقية مناسبة لتحقيق النمو الخلقي للطلاب، وإلا عجزت بالضرورة عن النهوض برسالتها.
المدرسة بيئة أخلاقية ... كيف ؟
"فاقد الشئ لا يعطيه" .... مثل قديم وبسيط يلخص أهمية أخلاقية البيئة المدرسية وذلك وفق ما يلى:-
• الوعي بالأثر الخلقي
يجب إدراك جميع المعلمين للآثار الأخلاقية لكل سياساتهم وتصرفاتهم وأقوالهم . ان المدير إذ يعدل بين المعلمين ينشر ثقافة العدل، والمعلم إذ يميز بين التلاميذ يحارب ثقافة العدل. ولو حدث أن طالباً حرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل. ولو حدث أن طالبا حرم من المكافأة لصالح طالب آخر بغير حق فإن الأثر الأخلاقي المترتب يتجاوز الطالب المظلوم، إلى الطالب المميز، إلى المعلم المسؤول، إلى باقي المعلمين والطلاب، إلى إدارة المدرسة، بل والى المجتمع كله في نهاية الأمر.
ولو أن تصحيح كراسات أو أوراق الإجابة لم يكن دقيقا، أو أن المعلمين لم يعطوا العناية الواجبة في التصحيح، فان الأثر الاخلاقى يتجاوز المستفيدين أوالمتضررين إلى باقي الطلاب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام، وسيفقد النظام مصداقيته، وتتراجع قيم الالتزام والإتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم الاستسهال والتسرع وعدم احترام:
خلاصة القول أن السلوك الخلقي القويم للمعلم ليس أمرا سهلاً، والتعرف على ما يجب عمله فى كل موقف ليس أيضاً أمراً سهلاً.
الالتزام بأخلاق العمل يسهم في تحسين المجتمع بصفة عامة، حيث تقل الممارسات غير العادلة، ويتمتع الناس بتكافؤ الفرص، ويجنى كل امرئ ثمرة جهده، أو يلقى جزاء تقصيره، وتسند الأعمال للأكثر كفاءة وعلماً، وتوجه الموارد لما هو أنفع، ونضيق الخناق على المحتالين والانتهازيين والطفيليين، وتتسع الفرص أمام المجتهدين. كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم الجميع بالأخلاق.