سقطت أوراق التوت و انهارت بيوت العنكبوت ولم تعد كل الأقنعة تفي بالغرض و لم يعد النضال كما كان بالتكوليس وطبع الناس و ختمهم و إلحاق صفات وألقاب واتهامات لا أساس لها قصد تشويهم وتحييدهم فقد صار ذلك من العهود البائدة وإن استمر إلى وقت قريب . في أيامنا هذه .
عندما يعجز هذا النوع من النضال البائد عن مواجهة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة يلجا أصحابه ( الفصاميون ) إلى حل سهل وبسيط هو شيطنة الرأي المخالف بقولهم إنه ضد الإجماع . إنه منتم إلى جهة من أعدائنا . إنه مدسوس . إنه يريد شق الصف . إنه فئوي ويدافع عن فئة ضد سائر الفئات . إنه مستفيد ...
تماما كما كان يتهم (بضم الياء ) المعارض في الأنظمة الشمولية بحسب لونها إنه يساري إنه برجوازي إنه إسلامي ...
وسائل الاتصال والإعلام وما وفرته فضحت الجميع وأحدثت طفرة كبيرة في هذا المجال كما في كل المجالات
فلتتوقف المهزلة وأفيقوا وواجهوا الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة فانتم خيرة الأمة ونخبتها وبناة أجيالها ومستقبلها
تعست أمة وتعس مستقبلها وفيها من بناة العقول من يعالج المشكلات بالتخفي كالنعامة و بالدروشة والتريبيط و لا تكتمل الصورة عندهم إلا عندما يلجئون إلى الشعوذة والرقية وما شابه .