- ابتداء إن التمييز بين أسلاك التفتيش عامل توتر دائم يهدد انسجام الجماعة التربوية، وهو أيضا غير مبرر وسخيف إلى حد بعيد، لعلني أبرر حكاية الانحدار من عدم استفادة مفتشي التعليم المتوسط المنحدرين من سلك أساتذة التعليم الثانوي من أي ترقية في التصنيف في القانون الخاص 08/315 وهي رغبة أيضا في التساوي مع مفتشي التعليم الثانوي ، وربما كانت هذه الحكاية حافز على ضرورة المساواة ، إذ أن أغلب المفتشين في الطور الابتدائي والمتوسط حاصلين على شهادات عليا ( الليسانس و بعضهم حاصل حتى على الماجستير وعلى الدكتوراه)،وهذا ما سيكون حافزا على هذه المطلبية الشرعية، أما غير الحاصلين على شهادات ، فشهادات الخبرة والتجريب والعراقة في المجال البيداغوجي والتربوي والمهني كافية إلى أن تنقلهم إلى تصنيف متساو مع نظرائهم في الثانوي ، وأشهد وأنا مفتش من التعليم المتوسط أني التقيت كثيرا من مفتشي التعليم الابتدائي الذين يفوقون نظراءهم في الأطوار الأخرى معرفيا وبيداغوجيا وتربويا، بل إني أكاد أجزم أن أغلب مفتشي التعليم الابتدائي والمتوسط يحوزون السبق في التكوين التربوي والبيداغوجي فنظراؤنا في التعليم الثانوي لم يحظوا إلى مدة قريبة بتكوين تأهيلي للمهام المفتش ( مع احترامي لزملائي في الثانوي)، إذن هذا مبرر حكاية الانحدار ، أما وقد تحولت إلى عامل جديد للتوتر فمن الضروري التخلي عنهاا ( وأنا منحدر من التعليم الثانوي) وأراها معيقا في رؤية موضوعية نتمناها منصفة لأسلاك لتفتيش ،
- غير أن المشكلة ينبغي أن تحل حلا جذريا ، وليس هناك حل سوى من خلال إعادة النظر في تصنيف الأساتذة فالتمييز الحاصل بين أسلاك التعليم في أطوار الدراسة في التصنيف ومستويات التأهيل وشروط التعيين ( أستاذ تعليم ابتدائي 11 ، أستاذ تعليم متوسط 12 ،أستاذ تعليم ثانوي 13) وإِنْ عمل القانون الخاص على تجاوز نسبي لهذا الواقع التمييزي الذي وإن كان مبررا بمستويات التأهيل والتكوين، فإن أهمية المراحل المختلفة لنمو الطفل والرهانات البيداغوجية في كل طور من أطوار الدراسة تقتضي إعادة النظر في نظام التعيين والتوظيف والتكوين، وذلك بمساواة مستويات التأهيل في كل الأطوار ((bac+5 كما شروط التوظيف ، وهذا سيرفع من فعالية النظام التربوي ، ويرقي الممارسات البيداغوجية في كل طور ، بتكفل أساتذة (حاصلين على ماستر أو bac+5) بتعليم التلاميذ في الطور الابتدائي والمتوسط والثانوي ،ويتبعه تساو منصف بين مناصب التفتيش في كل الأطوار ومناصب الإدارة في كل الأطوار ، كما سيكون له أثر في الانسجام العمودي بين التعلمات والأطوار ، ويمكن السماح للأستاذ بالتنقل بين الأطوار بناء على رغبته ، ومن أجل تحقيق هذا الانتقال الضروري يمكن استحداث سلك أستاذ امتياز في الطور الابتدائي والمتوسط بشروط ومستوى تأهيل أستاذ التعليم الثانوي وينبغي اتخاذ تدابير انتقالية لإدماج وترقية الأساتذة والمعلمين في التعليم المتوسط والابتدائي الحاصلين على شهادة الليسانس في الاختصاص في سلك استاذ امتياز(الصنف 13) ويدمج فيه أيضا الأساتذة والمعلمون الحاصلون على شهادة اختتام التكوين( تحدد كيفياته من خلال قرار وزاري، يسمح هذا التكوين بترقية كل المعلمين والأساتذة في التعليم المتوسط والابتدائي إلى رتبة أستاذ امتياز) وهكذا نقضي تماما على هذا التمييز السخيف ، .بالتأكيد لهذا الانتقال كلفته الاقتصادية في التكوين ( باك +5 لكل أستاذ مهما كان الطور) وأثره المالي في منظومة الأجور ، لكنه سيرقي بالتأكيد منظومة التربية والتعليم في مؤسساتنا التربوية( وأظن أن هذا المبرر المالي هو الدافع الخفي لهذا التمييز خصوا أن أساتذة التعليم الابتدائي أضعا أضعاف أساتذة التعليم المتوسط وهؤلاء أيضا أَضعاف أضعاف أساتذة التعليم الثانوي .
- ومن الضروري أيضا انهاء التمييز في التسمية ( في فرنسا هناك فقط تسمية واحدة(( مفتش التربية الوطنية)) في كل المراحل المختلفة وفي كل الاختصاصات المختلفة)، فينبغي أن يكون سلك واحد هو سلك مفتشي التربية الوطنية لكل الأطوار والاختصاصات
- إن الاختلاف في مستوى الزيادة الاستدلالية للمناصب العليا والتي تريد أن توهمنا مديرية المستخدمين بأنها مبرر لاختلاف التصنيف غير موضوعية ، فالمادة 4 من المرسوم الرئاسي 07-307 الذي يحدد كيفيات منح الزيادة الاستدلالية لشاغلي المناصب العليا في المؤسسات والإدارات العمومية تحدد المعايير الثلاثة التي تحدد الزيادة الاستدلالية وهي :
- 1/مستوى التأهيل المطلوب للالتحاق بالمنصب العالي.2/أهمية المسؤوليات المرتبطة بالمنصب العالي 3/ طبيعة النشاطات المرتبطة بالمنصب العالي، وهي معايير تتساوى فيها المناصب العليا بعنوان التفتيش ، فما الاختلاف في المسؤوليات وطبيعة النشاطات بين مفتش التربية الوطنية ومفتش التعليم المتوسط ومفتش التعليم الابتدائي وحتى في مستوى التأهيل بشكل عام ( أغلب مفتشي التعليم الابتدائي والمتوسط حاصلون على شهادة الليسانس ، فضلا على الحاصلين على شهادات عليا (ماجستير ودكتوراه) والباقون يتميزون بعراقة في المجال المهني والتربوي تفوق الشهادات) ، فالأكثر موضوعية أن ينال مفتشو التعليم الابتدائي الزيادة الاستدلالية الأقصى لجسامة وأهمية المسؤولية المرتبطة بمهام مفتش التعليم الابتدائي، فعلى الأقل يتم التصنيف بشكل عادل ومتساو.
- ضرورة استحداث رتبة ترقية بعنوان مفتش خبير في الدرجة الأولى في كل طور وفي كل اختصاص، يدمج ويرقى في هذا السلك المفتشون في مختلف الأطوار: 1/ عن طريق امتحان مهني( 80% ) 2/ على سبيل الاختيار عن طريق التسجيل في قائمة التأهيل ( 20%).
- ضرورة استحداث رتبة ترقية بعنوان مفتش خبير في الدرجة الثانية في كل طور وفي كل اختصاص، يدمج ويرقى في هذا السلك المفتشون في مختلف الأطوار الحاصلون على شهادة ماجستير من أجل استبقاء هؤلاء في أسلاك التربية والاستفادة من مستوى تأهيلهم في تحسين أداء المنظومة التربوية ويمكن فتح التوظيف في هذا الرتبة للأستاذ الخبير، ويكون تصنيف المفتش الخبير خارج السلم .
- استحداث منصب عال بعنوان مفتش منسق لكل الأطوار والاختصاصات، يحدد مستوى الزيادة الاستدلالية المرتبطة به في المستوى 13 أي : 595 ، يتم التعيين في هذا المنصب العالي :
- 1/ عن طريق امتحان مهني( 80% ) 2/ على سبيل الاختيار عن طريق التسجيل في قائمة التأهيل ( 20%).
-
- أنتهز الفرصة لأهنئ مفتشي التعليم الابتدائي على فضل السبق في تأسيس لجنة وطنية للسلك , وأتمنى أن يفعل مفتشو التعليم المتوسط والثانوي مثل ذلك، غير أن المؤسف أن لا تكون اقتراحات اللجنة ضمن اقتراحات نقابة الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين