من الواضح أن هناك ازمة في التعليم تشترك فيها جميع المجتمعات لكن ازمة التعليم في الدول النامية و نحن منها تحولت الى كابوس مؤلم .هناك فرق كبير بين ما نقصده بكلمة -تعليم- وكلمة -تعلم- فأي نظام تعليمي جيد يقوم اساساو قبل كل شيئ على فكرة -التعلم- وليس فكرة- التعليم-.
و النظام التعليمي العصري هو الدي يتمكن من تعليم الطالب كيف -يعلم-نفسه و يستمر في التعلم حتى بعد مغادرته مدرسته او جامعته.التعليم كان هم ما يحدث في الكتاتيب -جمع كتاب-يجلس الشيخ او المعلم ماسكا بعصاه امام المتعلم-التلميذ-الصغير ليلقنه و يعلمه الدرس غالبا دون أن يفهم التلميذ الصغير ما يحفظه او يتلقاه و هذا ما يحدث تقريبا في مدارسنا اليوم .اما التعلم فهو ما يجب أن يحدث الأن في المدارس العصرية .هنا يتحاور المتعلم اي التلميذ مع المعلم اي الاستاذ في مضمون و محتويات الدرس أو المادة و قيمتها وهدفها ومدى الاستفادة منها في مستقبل حياته .عملية ديناميكية يترك للطالب فيها حرية النقد و التفكير.وقد اتضح من التجربة أن الاصلاح الجزئي في نظام التعليم لا ولن يجدي انما المطلوب تغيير جدري .ما نحتاج اليه هو حملة على النظام المدرسي الحالي حتى يمكننااحلال نمط تعليمي جديد مناسب لهذا العصر مكان الفكر التعليمي الحالي الذي يعتمد غالبا على علاقة مبهمة بين الطالب و استاذه و مدرسته و على مبادئ سلوكية عتيقة.معلوم أن نقد نظام التعليم هو اسهل بكثير من اصلاحه ولكن الشيئ الذي قد يغيب عن بالنا هو انه لايمكن تحسين نظام التعليم باصلاح بعض نواقصه كل على حدة و باتدريج.فعملية الترقيع لا يمكن ان تحل المشكلة اذ ان نظام التعليم يحتاج في الحقيقة الى اعادة تصميم شاملة.