يعيش قطاع التربية والتعليم في الجزائر حالة من اللاستقرار ، جراء ما استحدث من سياسات وما اعتمد من مناهج مست هيكلية النظام ، إذ رسخت مبدأ الإصلاح ، و أُعتمــــــــــــدت العصرنة كوسيلة للتغيير استجابة للتطلعات الراهنة التي تعرفها الساحة ومواكبة لوتيرة التحديث التي يــــــــــــــــعرفها العــــــــــــــــــــالم .
ــ ولكن أي تحديث وأي عصرنة والمربي يعاني الأمَـــــــــــــــرِّين في مجتمعه ، ويُـــــــنعت بصفات لا تليق ، ويُـــــــرمى برزايا منها لايستفيق ، فقد بات شغله الشاغل أن يحيا حياة يقيم فيها الأوَد ، ولا يعنيه من أمر الرفاه شيئا ، مادام باعث الاهتمام مفقود ، وحاث الإقصاء مــــــــوجود ، فكيف به وقد صار فاكهة للمجالس ، لا يحلـــــــــــو السمر والتنكيت إلا على ذقنه ، ولا يطيب الحديث إلا بالتعرض لسقطاته ــ إن حسبت حقا سقطات ــ من الذين لولا المربي لما كان لهم وجود يذكر في هذا العــــــــــــالم .
ولكن من الجانب الأخر نتسأل أيضا لنقول : أليس حال التعليم في سنينه الأخيرة أجدى طريقة وأنجع وسيلة من ذي قبــــــل ؟، فالتعليم قد عرف هذه النقلة النوعية الكبرى ، والتي من خلالها دخل سريعا إلى العالم الحديث بما فيه من مزايا ومحاسن ، فالمؤسسات الحديثة تبنى كل حين ، وتعمر بمستلزمات التعليم المواكبة للتحديث ، خلافا للزمن الماضي الذي كان فيه التعليم يفتقر وبالجملة إلى أساساته ، فكان في أغلب حالاته يقدم على حصير مهترئ ، وكان المربي إن عجز الأولياء على تسديد أجرته يعطونه ما طاب لهم من مؤن ، من بقول وزبيب وسكر وبيض وحليب وما إليها .
ولكن ورغم هذه الحال الوضيعة ، إلا أن المربي والأستاذ كان يحضى باهتمام كبير ، ويفرد له وزن قد يضاهي وزن الوزير ، وينظر إليه نظرة التقدير ، فهو صاحب المشورة إن أعي القوم التدبير ...اقول بأن أفاقنا وطموحاتنا جد واسعة ، ومنهجنا الإصلاحي التغييري لا يعتوره الشك ، والضرورات الراهنة تقتضي منا جميعا أن نواكب العصر ونمشي في ركابــــــــــــــــــــــــــــــــه .