السلام عليكم
بين التربية والتعليم
التعليم: إيصال المعلومات كما هي عليه إلى طالبها ، فالعلم: إدراك الشيء على حقيقته.
أما التربية فهي: فن وملكة وخبرة إيصال المعلومات بوجهها الصحيح إلى المتلقي.
وبالتالي فإن العلاقة بين التربية والتعليم علاقة تلازم، ، والعلم جسد، والتربية روح هذا الجسد، فالتعليم جزء من التربية، والتربية عامة شاملة، ولا يمكن الفصل بينهما بحال، بدليل أول كلمة في أمة العرب التي أصبحت خالدة خلود الرسالة، قال الله تعالى: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ }[العلق: 1ـ 3] ، أي تعلم مع التربية، إذ لم يكن النص: اقرأ باسم خالقك، أو رازقك، بل ربط التعليم بالتربية.
والرب والتربية من اشتقاق لغوي واحد، كما قال الإمام البيضاوي في تفسيره: [والرب في الأصل بمعنى التربية، وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئاً فشيئاً] .
وإذا كانت التربية أداة التغيير، والتعليم أداة البناء، فكلاهما يسعى للمستقبل الأفضل، والتعليم جزء ووسيلة من أجزاء ووسائل التربية، إذ إن مدلول التعليم موضوع معين، أما التربية فمدلولها شامل عام.
فالتعليم قد يهدف إلى تحصيل المعرفة، أو التدرب على مهارة، أو حفظ نص، أو الاطلاع على قانون رياضي أو طبيعي، أما التربية فتهدف في ما تهدف إلى تنمية الإحساس بالذوق والجمال في الكون.
وتربية الضمير والوجدان، وتنمية الإرادة الحرة الواعية، والنهوض بالقيم الإنسانية، وتعديل أنماط السلوك البشري.
والتعليم الجيد هو الذي يكون له هدف تربوي، ولا تعارض بين التربية والتعليم، وليس بينهما أي انفصال أو انفصام، بل هما متآزران ومتكاملان.