سلام الله عليكم
ان المتتبع لجل خطابات رئيس الوزراء سي احمد اويحي كثير ما يردد فيها عبارة نحن دولة القانون فكثير منا يظن أنه يقصد المفهوم العالمي لهذا المصطلح الذي يقصد به ان القانون هو السيد في الدولة لكن بعد تمعن وبعد نظر نجد ان الرجل له مفهوم اخر لهذا المصطلح وهو :نحن دولة نملك القانون وكأنه يقصد بأن ازرار تطبيق القانون بيده يشهره وقت ما يشاء ويجمده وقت ما يشاء ويطبقه على من يشاء ويميعه وقت ما يشاء .
والا كيف نفسر ما يتعلق بالقانون 90/14 الذي يفرض على التنظيمات النقابية كي تكون مفاوض أو شريك اجتماعي يجب ان يكون لها تمثيل لا يقل عن20%100 من عدد موظفي القطاع. كما يعرفه العام والخاص أن عدد المنخرطين في خمسة تنظيمات لا يساوي نصف منخرطي نقابة unpef .ان ما يحير وجود تنظيمات نقابية تحمل ختم وقمتها هي قاعدتها (يعني هي الشاف شونتي والعمال في نفس الوقت)تارة تهدد وتارة تتوعد وتارة ترفض ... تهدد بشل القطاع وجربت وانكشف امرها.تتوعد نقابة تسيطر بشكل كلي على القطاع وترفض مقترحات نابعة اساسا من عمق القطاع أي قناعة أغلبية عمال القطاع .هنا المفارقة والغرابة كيف لمثل هذه النقيبات أو النقابات المجهرية أن تتجرأ ومن أين تستمد قوتها لو لم يكن صناع قرارها اناس نافذين في الحكم وبتعبير صريح وبسيط يفهمه العام والخاص أن هذه النقيبات هي صناعة هؤلاء أصحاب القرار تستعملها كغطاء في وقت الحاجة لتمرير قذورات والتكلاب عن مطالب مشروعة لموظفي القطاع.
ان نظرة النظام لهذه النقابات التمثلية وأقصد الاتحاد والكناباست لها بعد استراتيجي سياسي بحت وهذا واضح وجلي لكون ان اطارات وقاعدة النقابتين لم ولن تكون وعاء لتنظيمات سياسية تسيطر على الحكم منذ أمد بقانون الدولة ولا تريد ان تكون دولة القانون .ان شل قطاع يظم أكثر من 600 ألف موظف أمر خطير بالنسبة لهؤلاء حتى ان احدهم وصف اضرابنا السابق أنه يشبه اضراب الحزب المنحل سنوات التسعينات . واتذكر في سنوات خلت عندما طالبنا بملف الخدمات الاجتماعية وقلنا انه من حق النقابة الاكثر تمثيلا .كيف كان الرد نحن نخاف ان نمنح هذه المبالغ الضخمة الى تنظيم اخر غير نقابة سيدي السعيد خوفا من تحويلها الى تمويل الارهاب .بمعنى ان من هو خارج عن طوع سيدي السعيد فهو ارهابي وهذه رسالة سياسية صالحة لكل زمان لسبب واحد لاننا لم نغير قانون الدولة الى دولة القانون .
اخواني الافاضل ان ذنبنا الوحيد هو أننا طبقة متعلمة واعية طبعا الاستثناء لا يقاص به.في وقت سابق حذرنا من دخول لعبة النظام القذرة وهي ربط مطالب اخرى بملف الخدمات الاجتماعية وبالتالي دخلنا في لعبة سياسية بحتة .صحيح ان ملف الخدمات الاجتماعية مطلب مهني بحت ولكن هؤلاء أرادوا ان يكون سياسي .لنقوم بعملية تقويمية موضوعية بعيدة عن أي مزايدة كم ضيعنا من ملفات وكم اهدرنا من الوقت بسبب هذا الملف.
قناعتي الشخصية أن هذا الملف بحاجة الى قرار شجاع يبنى على قناعة قاعدية قبل ان تكون قناعة قيادية .ان هذا الملف لا يفتك الا بموقف صلب وأكثر شجاعة لأن تجريد هؤلاء من سلاحهم الفتاك يعتبر بداية الانفراج لقضايا اخرى .ولهذا يجب ان نختار وهذا الأمر اختلفت فيه الرأى من أين نبدأ من بقية القضايا المهنية أو من ملف الخدمات الاجتماعية .لماذا حتى نتجنب ما يسمى بالمقايضة التي أصبحت مودة نقابية وبدأت العدوة تنتقل حتى الى تنظيمنا من خلال اختياره لحرب المواقع أو التموقع أو ما يسميه البعض الكرسي الشاغر او ما نسميه
المهم المشاركة .ولكن رى ان الجماعة لم تأخذ بالدروس ومن لم يفهم يسأل ماذا قال محفوض النحناح رحمه الله قبل ان يموت عندما قتله الغيض على غلطته عندما استغبى النظام واراد ان يتعشى به ولكن ما حدث ان النظام تغدى به .