الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تدعو المتنازعين إلى الحوار
تهديدات الحكومة مساس بحق الإضراب المكفول دستوريا
استنكر مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس، أسلوب التهديد والوعيد الذي لجأت إليه الحكومة لتوقيف إضراب الأساتذة، مُعتبرا تخويف المضربين بشطبهم من الوظيفة العمومية إذا لم يلتحقوا بمناصب عملهم مساسا واضحا بحق الإضراب المكفول دستوريا.
واعتبر الأستاذ بوشاشي، الذي جمعه اتصال هاتفي مع ''الخبر''، أمس، بأن ''المطالب التي يرفعها مستخدمو قطاع التربية شرعية ونقاباتهم معتمدة قانونا، الأمر الذي كان يستوجب من السلطات العمومية الاعتماد على طرق بديلة عن عصا التهديد، لأننا نعتقد بأن الحوار هو الأسلوب الوحيد لحل كل النزاعات المطروحة مثلما يحدث في كل الدول الديمقراطية، لاسيما وأن الإضراب حق دستوري منحه المشرع للطبقة الشغيلة من أجل افتكاك حقوقها وتجسيد انشغالاتها''.
وتأسف رئيس الرابطة الحقوقية للمنحى الخطير الذي وصلت إليه مؤخرا علاقة التعامل بين الجهات المتنازعة، معتبرا بأن الإجراءات التي اهتدت إليها الحكومة لإرغام الأساتذة على توقيف إضرابهم والالتحاق بمناصب عملهم تحت تهديد الشطب، واستخلافهم بأشخاص آخرين، لن تخدم المنظومة التربوية على المدى البعيد، باعتبار أنها ستتسبب في حساسيات كبيرة مستقبلا بين الأساتذة والوزارة الوصية، الأمر الذي سينعكس سلبا على سير المؤسسات التربوية ومن ثمة على التلاميذ المتمدرسين.
وفي هذا السياق، دعا ذات المتحدث الجهات الوصية إلى التراجع عن قرار الشطب من قوائم مستخدمي الوظيف العمومي الذي تهدد به المتخلفين عن الالتحاق بمناصب عملهم ابتداء من غد، والعودة إلى طاولة الحوار الكفيلة بإعادة الأمور إلى طبيعتها وتفادي شبح السنة البيضاء الذي بدأ يلوح في الأفق، ما تسبب في مخاوف كبيرة لدى التلاميذ وأوليائهم، خاصة الذين تنتظرهم امتحانات مصيرية في نهاية الموسم.