عجبا لوضع مخزي مهين لطبقة مثقفة مهمشة بقرار فوقي لما هو حال الأستاذ والمعلم في زمن العزة مع العزيز..فالمتمحص لحالنا يرى أنه كحال الأهبل الذي لا هم له الا متى يدخل الراتب في حسابه البريدي البالي الشاكي على دريهمات صبت له من وزارة التغبية والاذلال..وهنا لا أهاجم وزيرنا المفدى لأن لا حول له ولا قوة.. فقد أخرج لنا ما في جيوبه ليدفع لنا رواتبنا الهزيلة و أن هذا الأخير يعد أفقر وزراء حكومة أحمد أويحيى..رغم أنه يظهر للعيان بأنه ’’أغنى الأغنياء’’ لأناقته الدائمة ولابتسامته العريضة التي لا تكاد تفارقه..المهم نترك صاحبنا لمهمته الجديدة وهي المحاماة لعلها تدر له من ترافعه عنا أمام أويحي أموالا كثيرة ليحن علينا بعدها بزيادات قبل الدخول المدرسي وبحذاء رجعي...عفوا أثر رجعي...لنعرج لحال معلمينا الذين يتخابرون عند اقتراب موعد صرف الاجور فتجد ألاف الرسائل النصية متداولة بكثرة بينهم حول دخولها اليوم أو غدا في البريد..وهنا تبتسم شركات المحمول على المداخيل العظيمة نتاج هذه الرسائل وتعمل طواقمها الفنية لكي لا تقع الشبكة.ويحرم المعلم من لحظة فرحة العيد...عفوا فرحة الراتب ..عندما يتم اخباره بsms الفلوس من زميله المتعوس الذي يصحح أوراق امتحاناته على الفانوس ..فهل أصبحت مهنتنا ..راتب وكفى؟؟من أول الشهر تجد نقاشات المعلمين أن الشهرية خرجت من الخلية وهي عند الخزينة...والأخر يقول لا ..لم تخرج بعد...وفي العاشر منه تجد المهرولين في سباق الرالي لسحب الغالي من البريد..وبعدها تجد هجوم عنيف تجاه الجزار والخضار والبقال لتخليص الديون من دفاتر الكريدي المغبون..وتستمر فرحة هذا المعلم براتبه5 أيام فقط..ويبدا الحديث بعدهاعن" سلفلي".وتظهر الهجرة الجماعية للأسواق فجأة. وتبدأ الهجمة الشرسة لدفاتر الكريدي وتفتح صفحات العار من جديد....وتستمر هذه العادة الى غاية الخامس والعشرين من الشهر..فمن له أب متقاعد أو من ذوي الحقوق فهو أسعد الناس..وكيف لا فقد ضمن اللحم والفاكهة الى غاية نهاية الشهر بعد أن يتكرم عليه بتفتوفة من منحة تقاعده..وها قد وصلنا لنهاية الشهر وتبدأ القصة من جديد من السطر الحادي عشر لموضوعي..فهل يتكلم الأساتذة طيلة هذا الشهر في قاعاتهم "" وهنا لا أعمم"" عن طرق التدريس وعن سبل انجاح العملية التعليمية..؟؟قولوا الصدق..ولا مجال هنا لنزايد على بعضنا وتدعون عكس ما اقول.الا اذا كنت لا أعلم أنني أدرس في فرنسا أو أمريكا..واقعنا يقول أننا أصبحنا موظفين وفقط..نستفسر فقط على الشهرية ولا هم لنا بالتعليم بشئ..ربما تقولون أن من يخاطبنا من فئة المتخاذلين الذين لا يعملون..كلا.فأنا لا أعمل لكي أرضي الناس عني بل لكي أنام فور وضع رأسي على الوسادة مباشرة ولا أنتظر دقائق لتغمض عيني.......فنوم المرتاح ليس كنوم القداح...