إذا ما سمع شخص لا يعمل في حقل التربية أو لا يعمل في الطور الابتدائي عبارة التدرج السنوي و أن المعلمين لا يحترمونه يقول إن المعلمين لايطبقون التعليمات الوزارية الخاصة بالمهنة و هو ما يؤدي بانهيار المستوى العام للتلاميذ.
لكن من يطلع على حقيقة المشكلة يجد أن المعلم أعلم و أحرص على مصلحة التلميذ من كل من ينادي بتطبيق التدرج السنوي خاصة في بعض المواد و المستويات.
و يعلل أغلب المعلمين عدم تطبيق التدرج السنوي كما هو مرتب و لجوئهم إلى التصرف في ترتيب المعلومات المراد تقديمها للتلميذ تماشيا مع النظرية الحديثة في التعليم و التي تغاضى عنها بعض المسؤولين آلا و هي بناء الكفاءات و الذي يعتمد على الاسترجاع و الفهم و الإدماج.
و لو أخذنا مواد على سبيل المثال لا الحصر نجدها لا تحقق هذه الأهداف حيث تنطلق من فراغ و المفروض أن تنطلق من مكتسبات التلميذ حتى يبني عليها و يوسع مفاهيمه و يستطيع استعمالها في أي وضعية كانت.
و لنسرد مثالين واحد في اللغة و الآخر في الرياضيات:
1 ـ اللغة:
ما الغاية من تدريس كان وأخواتها قبل أن يعرف التلميذ المبتدأ و الخبر و يدرك علامات الرفع و النصب و الجر في المفرد و المثنى و الجمع بأنواعه.
2 ـ الرياضيات
ما الغاية من عدم التركيز على الآليات و الإكثار من الوضعيات الإدماجية و إعطاء التلميذ كتابين مختلفين في الترتيب و بهما احيانا نشاطات لا تناسب المستوى أو لم يتطرق لها في السنةالجارية أو السابقة؟
وبعد هذا تجد مسؤولين في مجال التربية غير مطلعين على مشكلة التدرج و
يتهمون المعلمين بالتقصير.
اعطوا المعلمين شيئا منظما و منطقيا يسهل عملهم و يساعدهم على بناء الكفاءات الختامية لكل مستوى، و تربط بين المستويات لنحقق الملامح العامة للتلاميذ في نهاية المرحلة الابتدائية و ادرسوا وثائقكم قبل أن تفرضوا على المعلم تطبيقها. كفانا ارتجالا لسنا في مخبر و التلاميذ ليسوا فئرانا.[b]