حتى وإن كانت ثقافة الإقالة أو الإستقالة في الدولة الجزائرية لا ترقى إلى معناها الحقيقي ومدلولها المرتبط بتحمل المسؤولية وترجيح المصلحة العامة على النزوات الشخصية والتحرر من التبعية السياسية للخارج.
ورغم أنني شخصيا أثق في وطنية رئيس الجمهورية( لست من المطبلين) وأؤمن بأن ما يريد أن يفعله يتوافق مع المصلحة العليا للوطن ( منذ توليه الرئاسة).
إلا أن إقالة المدير العام للوظيف العمومي تمثل تقريبا لا حدث بالنسبة لي. لماذا؟
منذ الأستقلال فإن جميع السياسات التي سارت عليها الجزائر لم تكن لتبني دولة مؤسسات للأسف الشديد واعتمدت كل سلطة تمكنت من صنع القرار مبرر الشرعية الثورية في توجيه الجزائر لما للثورة من قدر وقيمة وقداسة بالنسبة للشعب الجزائري حتى أٌفرغت هذه الثورة من محتواها وحصرت في منحة وبطاقة وأحقية في المنصب والسكن وخط نقل طاكسي ورخصة فتح مقهي.
بالمعنى الدقيق الجزائر دولة لاتملك آليات تسيير الدولة. فقط هي تخمينات ونزوات أشخاص وصلوا إلى صناعة القرار.
فإن كانت مديرية الوظيف العمومي تسير شمالا حسب هوى السيد جمال خرشي فأنها حتما ستسير يمينا حسب هوى صاحب الحظ السيد خرشي جمال ( أقصد شخص آخر على وزن موسى الحاج والحاج موسى)
بإختصار شديد النظام الجزائري نظام شخصواتي وليس نظاما مؤسساتي وفي الأول كثير من التناقضات والصراعات التي تعود بالسلب على المواطن.
أظن أن كلامي غير صحيح لأنني شاب ولا أملك الشرعية الثورية رغم أن الشباب هم من فجروا الثورة ضد المحتل الفرنسي القذر.