في هذا العصر الذي لايقيم فيه صنف من الناس للشرع وزناً ، أُصيب المسلمون بفتنٍ عظيمة ومحن أحيطت بهم .. ومن ذلك :
وسائل الإعلام صاحبة الأثر البالغ في حياة البشر ، والتي في غالبها ( إلا ما رحم ربك وقليل ماهي ) أصابت برامجها أحشاء الفضيلة والحياء ، ونفرت من التدين ، وتحملت مسئولية تربية الأبناء والبنات أعني – هدمهم – وتقويض بنيانهم ، فحشت اسماعهم وأبصارهم جمراً وشوكاً ، فهي بهذا الوصف سوس العصر ومحطمة قيم الشعوب ..
وكانت النتيجة إذهالاً عن اليوم الآخر، وصرفاً عن الصلاة والعفاف ، وإثارة للشهوات من غناء وفحش ومجون وعري فاضح ، جهود مجنونة تُبث عبر وسائل الإفساد سهلة منبسطة في متناول أيدي أبنائنا وبناتنا !
إنها تستبيح كل فضيحة وتعظم كل سافل ، وتحقر كل فضيلة ؛ فقد بلغ الفساد فيها حداً مخزياً تعجز الأقلام عن وصفه .. وصدق الله القائل :
{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }سورة النساء آية 27 .
فلك أن تتخيل رواية ساقطة ماجنة تنتقل عن طريق البلوتوث ، فلم يعد الأمر عسيراً حتى لو قفلت أبواب بيتك لتسللوا من ثقب الباب ، ولاضير فقد ضعفت حواجز المقاومة ومن يقرأ هذه الرواية بنات في عمر الزهورفهل تستوعب طفلة في هذا السن قوله صلى الله عليه وسلم :
( من دعــا إلى ضلالــة كان عليه من الإثم مثل آثـــام من تبعـــه لاينقص ذلك من آثــــامهم شيئاً ) أخرجه مسلم في الوقت الذي غفل فيه بعض العقلاء عن هذا الحديث ؟!
وكلنا نرى ونعلم أن طفل اليوم أكثر حدة واستيعاباً ، اتسعت مداركه ولم يعد يخفى عليه شيء صغيراً كان أم كبيراً ، فهو ذو ذهن لماح مستوعب !
ولكن هيهات للفرحة أن تكتمل ! فهناك من همه صرفُ الأجيال عن ميراث النبوة ؛ فتربية الجيل الصغير على قيم الإسلام وأخلاقه يزداد صعوبة يوما ً بعد يوم ؛ فعوامل التغيير والتذويب للشخصية المسلمة قوية ومتنوعة وجذابة .
وفساد الجيل الصغير سيؤدي بالأمة إلى هدم سريع ، وهبوط للحضيض .
وما انصراف فئة من أبناء المسلمين عن العلم ومظاهر التدين واتباع التعاليم الإسلامية ، وإلف المنكر، وحب الدعة والكسل والبطالة إلا مؤشر إلى خطورة الأمر ...نسأل الله أن يقر أعيننا برجوعهم إلى دينهم وقيمهم .
لقد غزتنا أنماط من الحياة هدفها إضعاف الهوية الإسلامية وتذويبها ، وما نراه من تغير في ثقافة اللباس لدى نساء المسلمين خصوصاً إلا أوضح دليل .
فهاهم يلوثون أفكار تجار الملابس الجاهل منهم والمثقف ، فبات يسحب لنا جيوشاً من ماركات بل ( بالات ) ردئ الملابس فاندفعت هذه القوات الزاحفة كسيل دافق ، تريد
تذيب مابقي من حياء ، وتعكر مابقي من غيرة .
مأساة فادحة ، لا تعلم لها أصلاً !هل هي بلادة فكرية ، أم بلغ بهم الجشع والطمع حد الغشاوة التي لا يبصرون الهاوية التي يدفعون المجتمع إليها؟
ولتعلم سيدي المعلم وسيدتي المعلمة أننا مربونا لهدا الجيل ,واننا مسؤولون أمام الله تبارك وتعالى ,وعلى هدا الاساس لا بد أن نكون على دراية تامة بخصوصية هدا الجيل ,وبكل ما يحيك به من مخاطر ,ونعد العدة لمواجهتها ليكون النجاح حليفنا في مهمتنا النبيلة إن شاء الله .
وعلى هدا الاساس:
1- تدكر أخي عضمة الامانة في تربية الابناء
2- القرب منهم فالمدى بعيد بين المربين وبين الناشئة فنحن الآن معشر المربين تنقصنا الخبرة في النفاذ إلى قلوب الناشئة والشباب وإن سعينا فسعينايعتريه قصور ، وينتابه الملل وضعف الهمة .
3- حسن عشرتهم ، فهي تحتاج إلى جهد جهيد ، وسعة صدر وصبر مضاعف .وذلك بيت القصيد .
4- الحرص على زرع قيم الإسلام في نفوسهم ، وبناء القناعة بأنهم بتمسكهم بدينهم هم الأعلون .
5- بذل الجهد في تصحيح المسار، ودفع الشبهات ، ودعم اليقين بتصفية شاملة تنقي ماعلق من أدران على عقول بناتنا وشبابنا مع اختلاف الأساليب .
6- حسن الحوار معهم ، وبناء الثقة في نفوسهم ، وتعويدهم تحمل المسؤلية .
6- المبادرة لحل مشكلاتهم ، وتلبية حاجاتهم .
7- مساعدتهم في اختيار الصحبة الطيبة التي تدلهم على الحق وتعينهم عليه .
8- التخطيط الجيد لمستقبلهم ، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم ؛ ليستطيعوا الحياة بنجاح في مستقبلهم .
إننا نهيب بالدعاة والمصلحين والآباء والأمهات أن يستيقظوا لإنقاذ الإيمان ، وتحريك قلوب فلذات الأكباد وإنعاشها بحكمة وتأني،
وعلينا الصبردون تبرم حتى نجني الثمرات المرتقبة ؛ فكلنا ندرك صعوبة تحقيق كمال التزكية في التربية