يُـــقال بأنه كان هناك أخوان .. أحدهما قد رزقه الله بنعمة الجاه والمال .. والآخر فقير وأعمى .. وكان لقصر الأخ الغني جلسة (( عتبة )) أمام بيته يجلس فيها مع اصدقائه من التجار وأصحاب الأموال .
وفي كل صباح بعد صلاة الفجر كان الأخ الفقير يأتي لزيارة أخيه بدافع واجب الأخوة القائم بينهما وحب أخيه ، يضرب بعصاه الأرض يمين ويسار وذلك لأنه أعمى لا يرى فيحاول ان يلتمس الطريق ، الأمر الذي كان مصدر ازعاج لأخيه الغني ، وانزال مكانته كتاجر مرموق ، فكان يحس بالخجل من تصرف اخيه الفقير أمام أصدقائه الأغنياء وحتى أمام خدمه ، فكان يتسبب بالحرج له ، فما كان من الأخ الغني إلا أن فكر في مكيدة يتخلص بها من أخيه ، وأعطى أمراً لخدمه بحفر حفرة كبيرة أمام البيت وأمرهم بالاستعداد لكي يقوموا بردم الحفرة بعد وقوع أخيه الفقير فيها .
وفعلا نفذ الخدم ما أمرهم به سيدهم وقاموا بحفر الحفره بعد خروج سيدهم إلى صلاة الفجر ، وقبل اشراقة الشمس ، حتى متى ما جاء الأخ الفقير لزيارة أخيه بعد صلاة الفجر كعادته وقع في الحفره وردموها .
بعد صلاة الفجر رجع الأخ الغني - صاحب الفكرة - إلى بيته ، ونسى المصيدة التي أعدها لأخيه ، فوقع في حفرته - التي حفرها الخدم - فأسرع الخدم بردم الحفرة ظناً منهم أن الذي وقع هو صاحبهم الأعمى ، ولم يأبهوا لصراخه لأنهم كانوا يظنون أنه هو الأخ الفقير وانه يستغيث ، وانهوا عملهم وردموا الحفره ، وبعد أن أشرقت الشمس جاء الأخ الفقير ، وكان قد تاخر على موعده لأنه فاتته صلاة الفجر في ذلك اليوم ، وبعد ان قضى صلاة الفجر ذهب لزيارة أخيه الغني كعادته يضرب الأرض بعصاه فدهش الخدم عند رؤيته وأخذ كل منهم ينظر إلى زميله يرددون : من حفر حفرة لأخيه .. وقع فيها !