صراحة تتبعت بعدم رضا الحملة الغريبة على السيدة وزيرة التربية من قبل بعض المتحاملين ,لم أرض عن ذلك لأن هذه الحملة هي نقاش عقيم وأحكام غير مؤسسة ولا علاقة لها بمشروع الوزيرة لتقييم الاصلاح لكن وأنا أتتبع مناهج اللغة العربية من الطور الابتدائي إلى الطور الثانوي لاحظت اختفاء تلك الجمالية التي كانت تتسم بها النصوص نثرا وشعرا إذ كانت السندات فيها من عيون الكلام قرآنا وحديثا ومن درر فطاحل الشعراء والأدباء العرب والجزائريين,كان هذا الاختفاء القسري منذ إقرار إصلاح النظام التربوي وتطبيق توصيات لجنة بن زاغو وهاهي السيدة الوزيرة في إحدى لقاءاتها مع قناة (دزاير تيفي) تؤكد ما ذهبت إليه وتصرح أن نصوص العربية يجب ان تكون مستقاة من الأدب العالمي المترجم وأن نبعد المقدس( أي القرآن والحديث) وهنا أدركت أن السيدة الوزيرة جاءت لتعمق تنفيذ أصلاحات بن زاغو وتفريغ المدرسة من القيم التي حافظت على وحدة الشعب وربطته بأصالته وحببت إليه العربية,ما الفائدة من تمديد الحجم الساعي للغة العربية إذاكانت هذه اللغة تخرج مواطنا يكره هذه اللغة نظرا لثقلها وعدم جماليتها وعدم وظيفيتها وانها تحمل قيما غير قيم المجتمع وهذا ماهو حاصل فعلا,لست من أصحاب نظرية المؤامرة لكن تطرف السيدة الوزيرة وتهليلها لإصلاحات بن زاغو في مجال التضييق على العربية والعلوم الشرعية شيء خطير يهدد كيان المجتمع ويحدث خواء فكريا ويعمق أزمة الهوية التي يعاني منها المجتمع,إن التضييق على اللغة العربية بإفراغها من محتواها القيمي والجمالي والتحايل على ذلك بزيادة الحجم الساعي لهذه المادة لإيهام الطيبين منا ان هناك اهتماما بالعربية هو سعي لتنشئة مواطن جزائري غير منتم بل قد يهدد كيان وطنه فو الله ما انتشرت الأفكار المتطرفة من جهادية وجهوية إلا نتيجة ضعف الجانب القيمي في مناهجنا التربوية ونتيجة تفريغ شخصية الطالب الجزائري من القيم,ألم تستفزكم سلوكات كثير من خريجي إصلاحات بن زاغو وما يظهرونه من تنكر لقيم المواطنة وانتشار للمخدرات وتبني لأفكار غريبة عن قيم المجتمع وتسعون لتعميق ذلك من خلال إفراغ مناهج اللغة من( المقدس) على حد تعبيركم لينشأ جيل يعتنق أفكار التكفير وخيانة الوطن وطغيان المادية ومختلف نواحي الانحراف,وهنا أدركت صراحة أن التطرف كما قد ياتي باسم الدين فإنه قد يأتي باسم الحداثة,لا سيدتي الوزيرة من واجبك أن تنهضي بالتعليم في جانبه الأكاديمي المعرفي وفي ترقية تكوين موظفي القطاع ولكن ليس من حقك أن تمسي قيم المجتمع لأنه إن حدث ذلك فمعناه أن مستقبل الجزائر في خطر,نعم لتعلم اللغات الأجنبية وخاصة الانجليزية لكن أن نمس بالعربية والعلوم الشرعية بسبب أن بعض المتطرفين الحداثثين لايروقهم ذلك وبسبب أفكار مسبقة وانطباعات مؤدلجة لدعاة الحداثة,لماذا تظل المدرسة الجزائرية رهينة للإيديولوجية مهما كانت حداثية تغريبية أو سلفية أصولية؟لماذا لاتشكل لجان تقييم محايدة تملك الكفاءة في التخصص وتسعى للقيام بتقييم موضوعي للمنظومة التربوية لينتج عنها مشروع مجتمع قار وثابت في مجال القيم ومتغير في جوانب العلوم التجريبية ومناهجها وطرق تدريسها؟