يا سيد صادق و يا سيد عمراوي و يا ...
لقد بذلت كل ما بوسعي لأرى فيكم العظمة و الشموخ، غير أني لم أجد إلى ذلك سبيلا و لم أر قبسا و لو ضعيفا من نور لكم لم يكن له من وجود إلا في مخيلتي.
ألم تتنبهوا إلى أن حالة النظار هي نفس حالة مستشاري التربية ؟ كيف يعطى لمستشار التربية المنحدر من رتبة أستاذ التعليم المتوسط الحق في الإدماج في الرتب المستحدثة رئيسي و مكون فيوضع من له خبرة 20 سنة في السلم 15 بينما يثبت الناظر المنحدر من رتبة أستاذ التعليم الثانوي و أستاذ رئيسي للتعليم الثانوي في السلم 14 و لا حديث عن خبرته المهنية و إمكانية إدماجه في رتبة أستاذ مكون للتعليم الثانوي سلم 16 ؟ مع أنّ من النظار - كان الله في عونهم في محنتهم العصيبة هذه - من تفوق خبرته المهنية 29 سنة كاملة كأستاذ تعليم ثانوي ؟ و ما لجأ إلى مهنة المتاعب هذه إلا بدافع الطموح في الترقية ؟ فإذا به يجد نفسه في مرحلة عقاب و تأديب مفروض عليه من شرذمة تدرك جيدا ما تفعل ؟ غير أننا كنا نثق فيكم و لقد طال وقوفنا و انتظارنا و لم نفهم طواعية حتى فهمنا مرغمين متأخرين متحسرين ناقمين على هذا البلد الجحود الذي صار يتقن تهميش و تعذيب و تيئيس أبنائه البررة.
يا سيد صادق و يا سيد عمراوي و يا ... لإن أطال الله في أعماركم فسوف ترون بأمهات أعينكم التي تغافلت عن الحق و تسمعون بآذانكم التي لم تسمع أنين ناظر صار أدنى تصنيفا و مرتبة و قيمة من الأساتذة الذين يطلب منه تأطير أعمالهم و تنسيق جهودهم و أقل رتبة و تصنيفا من مستشار التربية الذي يؤدي مهامه تحت إشرافه فقد صنف كثير منهم في السلم 15 و بقي الناظر شاخصا من دهشته في الصنف 14 سوف ترون عاقبة هذا التخلاط بل قل هذه الجريمة على منظومتنا التربوية خصوصا في الطور الثانوي.
إن الناظر الذي استصغرتم دوره و غلبتم عليه كل سلك كان بالأمس القريب - في عصر صناديد التشريع من المخلصين الصادقين في حبهم للوطن المكلوم من أبنائه - على رأس هرم المنظومة التربوية سيستمر في البقاء و لكن على الورق فقط لمواجهة هيئات التفتيش.
سيستمر الناظر يا سادتي جسدا بلا روح و لإن أطال الله في أعماركم فسترون عواقب ذلك و تبعاته و ساعتها ستدركون إلى أي مدى نجح أعداء الأمة - ممن تسلل إلى منظومتنا لواذا - في تقويض أعظم صرح عليه تقوم الأمم و عليه من دون كل القطاعات المعوّل و فيه ينبغي أن تستثمر دولتنا و طاقاتنا الشعبية على غرار كل الأمم و الدول بما فيها الدول الضعيفة و الفقيرة.
وداعا نقابتي وداعا وصايتي وداعا أيها الهم و الغم فلقد ولجت الباب الذي أرغمتموني على ولوجه و لن أعود للحديث عنكم جميعا أنتم كما أنتم مجتمعين و في صعيد واحد و داعا و أنتم في سبيل واحد و لو تعددت روافده مزهوين بما حققتم من إغاظة الناظر و تصغيره و لكنكم و الله لن ينجو منكم أحد من لعنة النظار.