أزعجت حملة الإقالات في وزارة التربية "الحرس القديم" لبن بوزيد وبعض الإطارات الأخرى من بينهم إطارات عمرت لـ 19 عاما وجدت نفسها بعد سنة من مجيء الوزير بابا أحمد عبد اللطيف خارج "سرايا الوزارة"، ولم يكتف الوزير بإشهار سيف الحجاج في وجه المديرين المركزيين، بل امتدت حملة الإقالات إلى مديري التربية.. فماذا يحدث داخل بيت الوزير؟
سرّبت مصادر مطلعة للشروق أن "الحرس القديم" لبن بوزيد إلى جانب عدد من مسؤولين وإطارات بوزارة التربية، أبدى امتعاضه من حملة الإقالات والتحويلات، ووصل الأمر إلى حد عرقلة سير عدد من الاجتماعات من بينها اجتماع الثلاثية بين النقابات وممثلي الوظيف العمومي ووزارة التربية، وكذلك محاضر نقابات التربية التي أعطت مهلة قبل 31 ديسمبر لحل المشاكل أو الدخول في إضراب مفتوح، لكن عرقلتها تهدف إلى تحريض النقابات على الإضراب المفتوح في سياسة حرب خفية.
بابا أحمد عبد اللطيف استنفد في أقل من أربعة أشهر، أربعة تغييرات على رأس هرم "الديوان"، فأحد المعينين لم يمكث في منصبه أقل من ثلاثة أيام، مصادر "الشروق" أكدت أن أطرافا داخل الوزارة عملت على إثارة موجة من الإشاعات وصلت حد إطلاق إشاعة تقديم الوزير بابا أحمد استقالته من منصب وزير التربية بسبب الصراعات داخل بيت الوزير.
بداية الإقالات بعد مجيء الوزير كانت بتنحية رئيس الديوان أحسن لاغا، وتم تعيين عبد الحكيم بلعابد خلفا له، وبعد ثلاثة أشهر، تم عزله وعين شخصا آخر يدعى بختي وهو مكلف بالدراسات، وبعد ثلاثة أيام تم تعيين عبد المجيد هدواس خلفا له.
الإقالات أيضا طالت مدير المستخدمين في عهد الوزير بن بوزيد محمد بوخطة الذي كان في وقت سابق محسوب على النقابات قبل أن يتم تعيين بوساحية خلفا له بعد مجيء بابا أحمد.
تصفية حسابات أم تنفيذ تعليمات
"سيف الحجاج" طال أيضا الرقم الثاني في عهد بن بوزيد، أبو بكر الخالدي الذي عرف بحنكته في حل الكثير من النزاعات النقابية، وكان اسمه الأقرب لخلافة بن بوزيد على رأس الوزارة، لكن الخالدي لم يعمر طويلا...
التغييرات لم تتوقف عند باب الوزارة، بل امتدت لتشمل مديري التربية، والغريب أن الإقالة طالت مديري تربية قدموا نتائج إيجابية من بينهم مدير التربية لوسط الجزائر التي حققت مديريته المرتبة الثانية في نسبة النجاح في البكالوريا والمرتبة الأولى للمرة الخامسة على التوالي في امتحان الدورة الإبتدائية. كما تم تغيير رئيس الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، بتعيين سمير بوبكر بـ"النيابة" في منصب سابقه المحسوب على "جماعة" بن بوزيد.
مصادر الشروق قالت أنه بخصوص الإقالات الأخرى أنها كانت أقرب لأن تكون عقوبة أكثر منها تكليف بمهمة، فيما ذكرت مصادر أخرى أن قرارات الإحالة والتحويل لم تكن لتتم لو أن الوالي السابق عدو لايزال في منصبه!؟
عبد المجيد هدواس لـ"الشروق":لا تصدقوا الإشاعات...
سألت "الشروق" رئيس ديوان وزير التربية، عبد المجيد هدواس بخصوص مدى صحة المعلومات التي تؤكد أن الوزير بابا أحمد عبد اللطيف قدم استقالته، فرد على سؤال الشروق قائلا: "الوزير لم يقدم استقالته، وهي مجرد إشاعات مغرضة". وفي رده عمن يقف وراء الإشاعات. اكتفى عبد المجيد هدواس بالرد قائلا: "لا يحق لي أن اعلق اليوم (الفاتح جانفي)، إنه يوم عطلة أعتذر عن الإجابة، كما أني لست بالوزارة لأجيب، كل ما أستطيع قوله أنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة".