ا
المدارس الخاصة لمن استطاع إليها سبيلا
يعيش أولياء المئات من تلاميذ الثانويات خاصة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا حالة ”طوارئ”، بفعل استمرار إضراب الأساتذة، حيث دخلوا في رحلة بحث عن حل يقي أولادهم من شبح ”سنة بيضاء”، في ظل استمرار القبضة الحديدية بين المضربين والوزارة، وقد شرع البعض منهم في طرق أبواب المدارس الخاصة بحثا عن مقاعد لأبنائهم.
تعوّد تلاميذ الثانويات بالعاصمة ومنذ أسبوعين على العودة إلى بيوتهم باكرا بسبب الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست”، فسواء بثانوية ”محمد منتوري” أو ”رشيد عمارة” بضواحي بن عكنون وثانوية ”توفيق بوعتورة” بالأبيار أو ثانوية الإدريسي بساحة أول ماي أو ثانوية سعيد حمدين ببئر مراد رايس، فإن الأجواء توحي بأن الجميع في عطلة، كون الدروس متوقفة والقاعات مهجورة. وفي هذا الصدد قالت لنا أمينة، تلميذة بثانوية محمد منتوري ”لم ندرس منذ أسبوع تقريبا.. نبقى لفترة مجتمعين أمام الثانوية نتبادل أطراف الحديث حول الإضراب وكيفية الشروع في أخذ الدروس الخصوصية قبل العودة من حيث أتينا”، في حين يرى كل من نسيم ومحمود وسمير الذين يزاولون تعليمهم بثانوية عمارة رشيد أن ”إضراب الكنابست” عودنا على المكوث بالشارع أو داخل المقاهي ومحلات بيع ”البيتزا”، فيما يرى آخرون بأن الدروس الخصوصية غير كافية لتجاوز مخلفات الإضراب، متمنين أن تتوصل الوزارة والنقابة إلى إيجاد حل في أقرب الآجال لوقف الإضراب الذي إذا استمر ستكون انعكاساته وخيمة على السنة الدراسية لهذا العام، فشبح السنة البيضاء لم يعد بعيدا. في حين انتقد تلاميذ ثانوية الإدريسي نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني قائلين: ”نرفض أن نكون رهائن الإضرابات المتكررة للأساتذة ونحن منهمكون في التحضير لامتحان شهادة البكالوريا”.
بينما وصل الأمر ببعض أولياء التلاميذ الذين التقينا بعضهم بالصدفة في ثانوية منتوري ببن عكنون وبوعتورة إلى اتخاذهم قرار تحويل أبنائهم إلى المدارس الخاصة والهروب من ”مؤسسات تربوية تسيرها نقابات مدمنة على الإضرابات”.
وفي هذا السياق، أكد البعض منهم لجوءهم إلى هذه المدارس التي لا تعرف مصطلحا اسمه ”إضراب”، وأنهم شرعوا فعلا في تسجيل أبنائهم رغم ما سيكلفهم هذا التحويل من أعباء مالية إضافية، وأشار البعض الآخر إلى أنهم وجدوا صعوبة في ذلك كون أغلب المدارس الخاصة ليس بها مقاعد شاغرة.
”نرفض الإضراب من أجل مصلحة أستاذ واحد”
قال رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، بأن أولياء التلاميذ ضد الإضراب، وأضاف في تصريح لـ”الخبر” بأن نقابة الكنابست أخطأت في التقدير، لأن الإضراب لم يأت بنتيجة بل على العكس تماما، عقّد من الدخول المدرسي الذي لم يستكمل في كثير من المؤسسات التعليمية التي تنتظر التحاق الأساتذة الناجحين في مسابقات التوظيف، إلى جانب دمج التلاميذ المطرودين.
وحمّل نفس المتحدث النقابة تداعيات الإضراب، متسائلا ”أيعقل أن يشن إضراب ويتلاعب بمستقبل التلاميذ بسبب أستاذ تم طرده من إحدى المؤسسات التربوية بولاية البويرة؟”. ولفت رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، إلى أن هذا التنظيم النقابي عليه أن يحترم الدستور الذي ينص في مادته 52 على حق التلميذ في الدراسة. واقترح ممثل أولياء التلاميذ على وزارة التربية، في الأخير، إشراك جمعيات الأولياء في الحوار الذي يجمع الوصاية مع نقابات التربية حتى نكون شهودا على أي اتفاق يضمن حقوق المتمدرسين.