نهى عمال الأسلاك المشتركة في قطاع الصحة عبر مستشفيات الوطن، أمس، إضرابهم المتواصل لثلاثة أيام متتالية، متوعدين وزير الصحة عبد العزيز زياري، بحركة احتجاجية واسعة بشن إضراب ثان لثلاثة أيام الأسبوع المقبل.
رفع عمال الأسلاك المشتركة صوتهم عاليا، أمس، حاملين شعارات التذمر عن وضعهم الاجتماعي والمهني، في اليوم الثالث والأخير من احتجاج هذا الأسبوع، ورافقت "الشروق" احتجاج العمال في مستشفى باب الوادي الجامعي في العاصمة "الشهيد محمد لمين دباغين"، المطالبين بحق التثبيت في المنصب وكذا بعض المنح وفي مقدمتها منحة العدوى.
وحمل المضربون في أيديهم كشوف رواتبهم التي "تفضح" الحكومة، وتطعن في حقيقة نتائج قمّة الثلاثية الأخيرة، والتي تلزم جميع المستخدمين بمنح أجور لا تقل عن الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون، والمحدد بمبلغ 18 ألف دينار، في وقت يشتغل فيه هؤلاء العمال من فئة الأسلاك المشتركة في قطاعات عمومية بشبه رواتب، تتراوح في غالبيتها ما بين مليون سنتيم و18 ألف دينار.
وصرخ هؤلاء المحتجين قبالة المدخل الرئيسي للمستشفى "أين هو الحد الأدنى للأجر الوطني المضمون يا وزير الصحة ويا سلال"، وقال أحدهم لـ"الشروق" بأن الفارق في الأجر بينهم وبين الشبه الطبي - الأقرب إليهم مهنيا - في السنوات الأخيرة، كان 3 آلاف دينار وحاليا أصبح 35 ألف دينار، واصفا ذلك بـ"سياسة الأجور المزدوجة؛، مضيفا " ألسنا جزائريين؟ إننا مقيمون في الجزائر فقط ولا نمتلك حقوق المواطنة، والتي قد يحصل عليها "الحراڤ" في بلد الغربة".
والتف حولنا العديد من العمال بينهم موظفة نظافة، أكدت بأنها تشتغل في المستشفى منذ 20 سنة، غير أنها لا تحصل على منحة النظافة وراتبها 15 ألف دينار فقط، وقال العامل منصوري حمزة، بأنه يتقاضى 16 ألف دينار وهو أب لأربعة أطفال، وغير مرسم في منصبه، رغم أنه يزاول مهامه منذ 1989 أي لمدة 25 سنة، ويشتغل بمصلحة النظافة لكن ليس له لا منحة العدوى ولا منحة الوسخ.
وأوضح عامل آخر بأنه أب لطفلين ويشتغل منذ 17 سنة وراتبه لا يتجاوز 17 ألف دينار، وصادفنا حمل العمال لزميلتهم عاملة نظافة على عربة لتتلقى العلاج، لكنها لا تقوى على مصاريف العلاج لأن راتبها لا يتجاوز 9 آلاف دينار وهي تعيل أسرة، وعامل آخر راتبه لا يتجاوز 18 ألف دينار ولديه أقدمية 12 سنة، فيما كشف لنا الحارس عن راتبه الذي لا يتجاوز 12 ألف دينار رغم 16 سنة عمل دون تثبيت، ولا يزال بصيغة التعاقد على شاكلة غالبية عمال الأسلاك المشتركة. وقال العامل محمد بودري، أنه يعيل أمه المريضة وأخوه انتحر وعمره 25 سنة بسبب الظروف الاجتماعية، وهو يعيل 5 أطفال وراتبه لا يتجاوز 23 ألف دينار.