يشترك قُرابة 40 تلميذا من القسم التحضيري والسنة الثانية بمدرسة الشهيد ''بن تومي اعمر'' بقرية ماكودا في تيزي وزو، في قاعة واحدة يُشرف عليها المدرس نفسه، وتُعاني المدرسة من غياب أدنى المرافق الضرورية منذ 10 سنوات في ظلّ صمت مديرية التربية. ووقفت ''النهار'' على وضع المدرسة التي تُعاني من نقص رهيب في الأساتذة، ما جعل المشرفين عليها يلجأون إلى ''بريكولاج بيداغوجي''، حيث أدرجوا مُستويين دراسيين في قسم واحد، يُشرف عليه المدرس نفسه، إذ توجد صبورتين متقابلتين في طرفي القاعة، وقرابة الأربعين تلميذا يجلسون على عشرات الطاولات في اتجاهين مُتعاكسين، ويقوم الأستاذ بالانتقال بين الصبورتين في كلّ مرة لإلقاء درسين مُختلفين، حيث يشتكي التلاميذ من هذه الوضعية التي تُفقدهم التركيز خلال الدروس، وتجعلهم لا يستوعبون المعلومات ولا يقدرون على حلّ التمارين التي يكتبها الأستاذ. وطالب أولياء التلاميذ من جهتهم بإنقاذ أبنائهم، وتوسيع مساحة المدرسة أو إنجاز مدرسة ثانية في المنطقة، لامتصاص الاكتظاظ الذي تعانيه مدرسة ''بن تومي اعمر''، كما طالبوا بأن تُؤخذ هذه الظاهرة محمل الجد من طرف مديرية التربية، التي قالوا إنها غضّت الطرف عن هذه الوضعية ''الكارثية'' التي ستُؤثر سلبا على تعلّم التلاميذ، الذين يلجأون إلى الدروس الخصوصية لتدارك التأخر الذي يُسجلونه بسبب هذا الإهمال. وتعاني المدرسة من عدة مشاكل أخرى تتعلّق بنقص المرافق الضرورية، مثل مساحة لجلوس التلاميذ في فترة الراحة، ما يضطرهم إلى البقاء في الساحة معرّضين للبرد والمطر، ويأتي هذا في الوقت الذي يتبجّح فيه بعض القائمين على قطاع التربية في الجزائر بإنفاق الملايير لتحديث الهياكل والمنشآت البيداغوحية وإطلاق إصلاحات تربوية عميقة، غير أنّ الوضعية التي آلت إليها بعض المؤسسات التربوية تعكس مدى الإهمال المُسجّل في القطاع.
الجزائر- النهار أون لاين