كلّ عام أسمع أنّ هناك إصلاحات ،فينمو إلى مخيّلتي أنّ وزارتنا تنهج الطّريق الصّحيح وستكون منظومتنا التربويّة في أحسن حال، انتظرت كتبا جديدة ،منظرها يبهج التّلميذ ،صغيرة الحجم،تحوي دروسا تربط المتعلّم بواقعه،لكن أفاجأ كلّ عام أنّ الإصلاح اقتصر على التّخفيف وتمثّل ذلك في حذف الدّروس الهامّة ودمج الدّروس الّتي لاعلاقة لها بواقع التّلميذ،وطبع كتب جديدة في شكلها قديمة في محتواها،هذا منهاج وتلك وثيقة مرافقة وذاك دليل المعلّم.تبدأ صفحتها الأولى بأسماء مفتّشين وأساتذة ساهموا في كتابة هذه الكتب واقترحت هذه التّخفيفات وأيّ تخفيفات.
ويؤسفني أنّ المفتشين وفي كلّ عام يهلّلون ويمدحون هذه التّغييرات الشّكلية وتراهم يتّبعون كلّ السّبل لإقناعنا أنّ ما جاء في هذا العام هو أفضل ممّا كان في العام الّذي سبقه.والإصلاحات شيء طبيعي وعلامة صحّيّة وليست مرضيّة.
اصلاحاتكم جعلتني أنسى اللّغة العربيّة و أنسى الرّياضيات وأنسى التّربية الإسلاميّة،أنا من كنت أعلّم البدل والتّمييز والمطلق وأعرب الجمل وأكتب التّعبير على أصوله صرت أعلّم الفعل وفاعله والمبتدأ وخبره،أنا الّذي كنت أعلّم الحساب للتّلاميذ وكيف يجدون حلولا لمسائل معقّدة ، صرت أعلم الرّبط بالأسهم و ملء الفراغ.
مستوانا ينحطّ وبانحطاطه انحطّ مستوى تلاميذنا نرجوكم لا داعي لتكوين لجان للإصلاح صرت أخاف .