سأل التلاميذ في قسم السنة الثانية ابتدائي في مدرسة بوراس عبد الله التي غادرها مهدي إلى الأبد، معلمهم بكل براءة ''أين هو مهدي؟''، ولم يجد أيّ من المعلمين ولا الأولياء ولا حتى الطاقم الإداري، من طريقة للإجابة على سؤال الصغار سوى بالبكاء.
وقرر تلاميذ مدرسة بوراس في غرداية تنظيم تأبينية لزميلهم المغدور مهدي، وعلقوا صورة كبيرة له في ساحة المدرسة. ورغم محاولات إدارة المدرسة وجمعية أولياء التلاميذ التي جلبت مختصين نفسيين للتكفل بالتلاميذ ومهرجين للترفيه عنهم، فإن صورة مهدي التي توسطت المؤسسة التربوية تحولت إلى ما يشبه المغناطيس الذي جذب عشرات الأطفال الذين تجمعوا حولها في منظر مثير للشفقة. من جهته، قال باباسة عمر، مدير الابتدائية، إن مديرية التربية استنفرت كل إمكاناتها من أجل التكفل بالحالة النفسية للتلاميذ ''أذكر جيدا يوم الخميس عندما علمنا اختطاف مهدي، كان القسم كله يبكي من المعلم إلى التلاميذ''. وقال أحد الأولياء إن الجريمة أثارت الرعب وسط العائلات. هذا ما لاحظناه أثناء تنقلنا إلى المدرسة التي غادرها مهدي حاملا محفظته على الساعة الرابعة مساء يوم الأربعاء، على أمل العودة صباح الخميس، لكنه لم يعد أبدا.
وقال المعلم معروفي مصطفى''كان طفلا مثاليا متفوقا ومحترما وخلوقا''، مضيفا أنه قبل بداية الدرس قال للتلاميذ ''إن مهدي في الجنة وعلينا أن نفعل الخير وأن نكون أقوياء دائما''.