كل شيء في الوجود - باستثناء واجده - يبدأ صغيرا ثم يأخذ في الزيادة والنمو (انسان- حيوان - نبات ...) حتى ينضج ويكتمل ، ولا يعاب عليه تلك البداية والنشأة الضعيفة ، فهي من طبيعة الأشياء ومن سنة الله في خلقه (سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا).
وهذه القاعدة أو المسلمة لا تنسحب فقط على ظواهر الطبيعة بل كذلك على الظواهر الإجتماعية بمختلف مجالاتها الثقافية ،الإقتصادية ،التربوية ،السياسية
فمختلف الجهود والمحاولات التي تبذل في هذه المجالات تبدأ في شكل أفكارو مشاريع غير واضحة بصفة تامة ثم تنمو تدريجيا وتتطور حتى تنضج وتكتمل في صورتها النهائية المقبولة فرديا واجتماعيا،ومن هذه المشاريع مشروع المنظومة التربوية .التي لا يمكن حصرها في مجرد أرقام واحصائيات(كراسي ،طاولات،مدارس ،عدد تلاميذ ومعلمين وكتب)،أو وليدة مرحلة تاريخية معينة ،بل تمثل الجهد الكلي لمختلف أجيال الأمة المتعاقبة عليهاعبر الزمن منذ نشأتها كأمة.
ولكن ما يثير الشعور بالقلق والفضول بالمعرفة والبحث عن العلل والمعالجة عند مشاهدة تلك الموجودات في حركيتها وصيرورتها هو تراجع تطورها إلى الخلف والوراء .
والسؤال الذي يطرح في هذا المقال هو: هل تطور منظومتنا التربوبة لا سيما منذ الإستقلال إلى اليوم ، يسير نحو الأمام أم يتحرك نحو الخلف
أم يسير ببطء نحو الأمام ولكن في الإتجاه الصحيح ؟ وهل سرعة سيره هذه تتناسب مع امكاناته القائمة والمتوقعة والتحديات الراهنة ؟
(وبلغة الفيزيائيين هل سرعتها تتناسب مع كتلتها "أي المنظومة التربوية")وإذا كان الحال ليس كذلك فما علل ذلك ؟ أين مكامن الخلل ؟ وماهي الحلول الممكنة ؟ القريبة والمتوسطة والبعيدة ؟
موضوع للنقاش والإثراء