المفتش قديما
في السنين الخوالي ولما كان الاهتمام بالجانب التربوي اعتبر مفتش التربية في المقاطعة التي يشرف عليها سلطة محلية حيث كان
يعين المدرسين وينهي مهامهم ويتخذ كافة القرارات فيما يخص مقاطعته ولازال البعض يحتفظ بتعيينات ممضاة من قبل المفتش وكان رئيس البلدية يلبي طلبات المفتش ويعتبرها اوامر
ويعمل تحت سلطته ثلاثة كتاب ومستشاران للتربية لقد كان مديرية محلية بل ان مقر مديرية اعرفها كان مفتوحا في سكنين الزاميين
هذا حينما كان التربوي جوهر الاهتمام بحيث كان المفتش تربويا ويستعمل الادارة وسيلة لاشراف جيد على المقاطعة فهو ينطلق من رؤية تربوية في تسيير المقاطعة خلافا للمنطق الاداري والذي تختلف غاياته ووسائله
وحيث روعيت خصوصية المرحلة الابتدائية ولايزال الامر معمولا به في بعض الدول
المفتش حاليا
الكل اليوم على دراية بحال المفتش اليوم حيث اصبح كل شيء في مقاطعته وهوفي نفس الوقت لاشيء وامام تغول الاداري على التربوي اصبح مجرد اداة تستغل وتستعمل بل تحاسب وتلام عن تصرفات سببها الرئيس يرجع الى التسيير الاداري البحت
خارطة لمستقبل واعد
بالمقارنة بين الحالين نجد انفسنا ملزمين بخيار وحيد ومشروع وهو الالتزام بالقوانين التنظيمية
النتائج المترتبةعن هذا الاجراء
ننطلق من تجربة حية وقعت في احدى الولايات حيث قاطع مفتشون الاعمال الادارية وحيث كان مدير التربية رجلا متغطرسا فانه لم يكن يسمح للمفتشين حتى بلقاءات فردية اوجماعية لكنه وفي هذه المرة استدعاهم للقاء وحاول ان يجرب التهديد والوعيد فكان الرد ان غادر الجميع اللقاء
فماذا كان موقفه ورده
لقد كلف مراسيل للمفتشين يتوددونهم ويعدونهم بتحقيق جميع رغباتهم حتى لو تعلق الامر بايقاف رؤساء مصالح غير مرغوب فيهم واخبروهم بان جميع طلباتهم ستكون مستجابة غير انهم لايزالون مقاطعين لربما هم ينتظرونكم في اول الطريق لتلتحقوا بهم
الطريق
لاشك في ان التزامنا بقوانين الجمهورية امر مشروع ولا ملامة عليه ونحن لسنا ضد مديري التربية كاشخاص ولاكمسؤولين فاحترامهم واجب وفرق بين الخوف والاحترام ومن حقه كمسؤول ان يجتهد لتسيير قطاعه وسواء احترم القانون او خالفه فهو يتحمل مسؤولية فعله لكن مسؤوليتنا اكبرحينما تاتي الفاس على الراس فيتنصل هو ويقول لك تحمل مسؤوليتك والقانون لا يحمي المغفلين
لذا علينا بالمقاطعة يتبعها حوار مع مدير التربية لنبدي له احترامنا له وان الامر يتعلق فقط بتطبيق القانون وانه لافرق بيننا وبين مفتش المتوسط اوالثانوي فيما يتعلق بالمهام فان قال ان للابتدائي خصوصيات وانا اطلب مساعدتكم فسنرد اولا هذه مشكلة القانون الذي لم يراع هذه الخصوصيات وثانيا لااحد يرفض المساعدة ولكن في اطار مهامنا وليس في مخالفة القانون وانت نفسك مدير تنفيذي وانت المسؤول الاول عن تنفيذ القوانين وها انت ترى انه تم تصنيفنا في ادنى المراتب رغم مهامنا الاضافية
فتفضل سيادتك واشرح للوزارة حاجتك الينا وان للابتدائي خصوصيات وانه لابد من تغيير القوانين وفقا لمتطلبات الواقع او على الاقل تعويض المفتش عن اشرافه على التحضيري واقسام الامية والاقسام المكيفة وغيرها من الاعمال وان تعطى له صلاحية التعيين في المناصب الشاغرة وتؤخذ مقترحاته بعين الاعبار
النتائج
لاشك في ان الواقعة المذكورة اعلاه توضح بما لايدع مجالا للقول ان الالتزام بالقوانين سيحقق النتائج المرجوة وسيغير الواقع راسا على عقب ولكن الماء يكذب الغطاس او يصدقه فالى العمل المشروع فقط فلا يطلب منا اكثر من ذلك فالثمن رخيص والبضاعة غالية
وحتى ان فرضنا جدلا وهذا من المستحيل انه لم يستجب لنا فاننا لم نخسر شيئا بل نكون قد ربحنا كرامتنا