الى السيد رئيس الحكومة ووزير التربية وممثلي النقابات

بسم الله الرحمن الرحيم:
سادتي: الوزير الاول-وزير التربية -ممثلي النقابات سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته . إن المتتبع لسلسلة اللقاءات التشاورية التي تمت بينكم خلال ردح من الزمن كان الكل ينتظر من ورائها الجديدالذي يريح القطاع شبح الاضرابات والاعتصامات لا لشيء وانما لمعطيات الاجواء التي سادت اللقاءات من جهة ومن جهة ثانية الروح المسؤولة التي كانت تبدو على اعضاء الجماعة فبعث الامل في موظفي قطاع التربية . غير أن الوقائع النهائية اثبتت ان مفاوضات (ايفيان) باءت بالفشل .اسالكم بربكم اين كنتم من الحراك التربوي جراء كل مسودة ؟ اين التصريحات التي كان يدلى بهامن حين لآخر؟ الم يتجاوز لقاءاتها عدد لقاءات اتفاقيات ايفيان؟ غريب امر التربية في الجزائر شعوب ازدادت واخرى ماتت ودول هدمت واخرى ظهرت وقانون التربية لم يعدل بل الاكثر من ذلك تعقدت الامور واختلطت اوراق التلاميذ بدون اسماء ولا علامات للانفراج في الافق .ان الدول عندما تصيغ القانون تراعي قواعد ثابتة في المجتمع خاصة اذا تعلق الامر بمصير الامة (التربية).اعلموا سادتي القانون ليس قرآنا . وليس دستورا.وعملية التعديل بسيطة لو اخلصت فيها النيات وتوفرت الخبرة القانونية والادارية المفقودة -او المغيبة .. لان الامر بسيط لو اعتمدت معايير علمية وصنافات تربوية يعطى فيها الحق لجميع اصحابه من الرئيس الى المرؤوس .سادتي كفانا استهتارا بالقطاع كفانا تضيعا للوقت -لان سرعة الحركية العلمية نحن عاجزون على مواكبتها بهذه الاساليب التقليدية البالية .فواجبنا تجاوز مرحلة سن القانون الى معالجة قضايا التربية الفعلية بإجاد آليات علمية نحارب بها افة المخدرات -الانتحار-الشنق-العنوسة -الفحش ....ابناءنا يئنون تحت وطأة وسرعة المتغيرات والاحداث الاجتماعية التي ادت الى استقالة الاسرة -المسجد-وسائل الاعلام-الهيئة الوصية ....عن دروها الاساسي في بناء الفرد .كما ننبه السادة ان الاسثمار في الراسمال البشري هو اخطر واصعب انواع الاستثمار على الاطلاق .هلموا جميعا الى لم شمل القطاع باعادة القاطرة الى سكتها انقذوا ابناءنا شر الجريمة والرذيلة انصفوا اهل الحق فالتاريخ يدون والجريمة لاترحم والبقاء للحي القيوم.ايها السادة سئمنا الاضرابات .سئمنا الاعتصامات .سئمنا مسرحيات اللقاءات والانتظار .عالجوا الامور بحكمة العقلاء فإن عين العامة تنظر اليكم ومصائر ابنائنا بين ايديكم جراء جرة قلم تحل الكثير من المستعصيات وتذكروا دائما الحقب التاريخية ومواقف الرجل والمراة الجزائرية في تجاوز الاحداث داخليا وخارجيا .سيدي الوزير نحي فيك الروح الوطنية وحجم المسؤولية -سيدي الوزير نحترم ولا ننكر تاريخك -ممثلي عمال التربية نثمن جهودكم ونقف الى جانبكم .إن الحنكة السياسية والادارية إذا التقت مع الخبرة التاريخية تفرض على الطرف الآخر حمل الزاد والمؤونة في صحراء قاحلة لايعلم قادمها .تزودوا بالحكمة والعقلانية وجنبوا القطاع وابناءنا المصير المجهول وخذوا العبرة من غيرنا يكفينا مثلا الصين وكوريا ملايير البشر مستقرون اقتصاديا وتربويا وقادة للعالم .يكفينا ما يهددننا شمالا وجنوبا علمونا كيف نصطاد السمكة ولاتعطونا اياها .عجيب قانون التربية يغير بعد اربع سنوات فامريكا دستورها ثابت منذ قرون .تقبلوا سادتي هذه الخاطرة لان اهل الميدان يتجرعون مرارة الواقع ويذرفون دموع الام ابناء المدرسة .شكرا حفظ الله وطننا وسدد خطاكم الى ما فيه خير للقطاع ومستقبل الوطن باعادة الامور الى نصابها وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وبعث توازن بين مكونات رتبه