أخي عادل السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,أما بعد أشكرك على التنويه بدور معلم الابتدائي رغم أنك أستاذ التعليم المتوسط هذا لأن الهم واحد والنضال واحد مهما اختلفت التصنيفات إلا أننا في الابتدائي أقولها بكل حرقة أننا عدنا إلى عهد الرق والعبودية نظرا إلى ما ألت إليه أوضاعنا في هذا الطور من التعليم حيث أن الغالبية من منتسبي هذا الطور وخاصة المخلصين الذين لا يرضون بالتهاون في أداء رسالتهم على حساب التلاميذ أقولها كما قالها التونسي : هرمنا....هرمنا..., ونحن في أوج شبابنا , أخي عادل للذين لا يعرفون يوميات معلم الابتدائي أقول:إن هذا الجندي يبدأ يومه من الساعة 7:45 أمام المؤسسة فيقف في الشارع ليدخل التلاميذ ثم يصففهم لأداء تحية العلم ثم يقف أمامهم إلى أن يدق جرس الثامنة فيبدأ الجهاد الأكبر حيث ينشطر هذا المغبون ليصبح مجموعة من المعلمين واحد للرياضيات وواحد للعلوم وآخر للرسم والموسيقى ورابع للتربية البدنية وآخر ...... وعند الراحة فهو الحارس الأمين فلا قدر الله إن سقط تلميذ في الفناء فالمعلم هو من يتألم لأنه سيقع تحت طائلة الاستفسارات المهم,وبحلول الساعة 11:30 يسوق تلاميذه إلى المطعم وهناك تراه يوزع الصحون وأطباق الخبز مسرعا لعله يكسب دقائق معدودات ليعود إلى بيته منهكا لا يقوى حتى على تناول غداءه , وأصدقك القول إن أخبرتك أنه في بعض الأحيان أنه أكرمكم الله لا يدخل حتى المرحاض إلا بأثر رجعي لقلة وضيق والوقت , ثم يرتشف المسكين فنجان القهوة واقفا ليعود إلى المدرسة وتعود المعانات إلى حدود الساعة 4:30 يرجع منهكا لا يريد أن يكلم أحدا ولا يتكلم مع أحد حتى أبنائه إلى غاية أن تعود إليه أنفاسه فيهب إلى قضاء حوائج أسرته وفي آخر المساء ينكب على تحضير دروس اليوم الموالي فينام المسكين دون أن يتشهد من شدة الإرهاق , أليس هذا ما كان عليه العبيد في العصور البائدة ؟ أترك الإجابة لكم ولكم مني أطيب التحيات أخوكم - حسان -