من أجل حرق خيمة أبي الشريف
سلام حار للأصدقاء والرفاق والإخوة والزملاء وبعد
فإنني انقطعت مدة عن هذا المنتدى وغيره لأسباب خاصة وهاأنذا أعود مجددا شاكرا أهل الدار على إتاحتهم لي ولغيري فرصة الحديث والتعبير عن أفكاري لائما إياهم على تحويلهم لهذا المنتدى مقبرة منسية خالية من الزوار إلا النزر القليل الذي لم تعد تربطه بهذه الأرماس إلا قضاء بعض المآرب ... والأسباب يعرفها الجميع من غير أن نكابر ونعاند فلا مناص من تأنيب وذم وبيان قبح سلوك من ساهم في إطفاء شمعة هذا المنتدى النبيل والكريم برواده رغم اختلاف الأفكار والمشارب والانتماءات حتى أوشك أن يكون وساما رفيعا في صدر الجهة التي أسسته لولا القصور الفكري والبلادة الزائدة لدى من ظن نفسه أنه بسلوكه هذا يدافع عن التنظيم . وما درى المسكين أنه بانفتاحه وانفتاح منتداه يضمن التطوير والتجديد والإبداع ومنه الشهرة و الانتشار . لا أقول هذا الكلام قدحا في جهة وتبرئة لجهات أخرى فإن مثل هذا السلوك يكاد يكون الطابع العام للأفراد والجماعات في وطني . فنحن أمة أشربت التخلف في عروقها وصارت ثملة به إلى حد الهذيان وفقدان الوعي وكأنها أصيبت بجنون البقر . .
فعلى خلاف النرجسية الزائدة فينا كأمة بادعاء امتلاكنا لكثير من الخصوصيات فإننا على العكس من ذلك تماما أمة لا تصلح لشيء . كيف لا وهي لا تعترف للأفراد بالوجود والاستقلالية مهما كانوا وتعتمد منظومات لا حصر لها لقمع الفرد طفلا وتلميذا وطالبا ومواطنا ومناضلا فأين ما كنت ومهما بلغت فغيرك يفكر مكانك الأب والمعلم والأستاذ والمدير ومسؤول التنظيم ( نقابة أو حزبا ) و الرئيس وهكذا دواليك ونحن أمة ترسخت فينا قيم الاستئصال ورفض الآخر ومحاربة التعدد والتنوع واعتبار المخالف عدوا فلا وضعية أخرى للفرد ( فإن لم تكن معي فأنت عدوي)
من أجل ذلك استسمح الجميع وأطلب منهم تحديد تاريخ قريب للقيام بمراسيم حرق خيمة أبي الشريف حتى يكون ذلك تاريخا مشهودا لتحرير الفرد واستقلاله واعتماده على نفسه واسترجاعه التكريم والتشريف الذي اناطه الله به والخروج من عصر تزاحم الخيمات والعودة إلى قوانين الطبيعة والنواميس الإلهية فقد اقتضت حكمته تعالى وقدرته وعظمته أن خلق هذا العدد الهائل من الكائنات ومن البشر وكل واحد منها نسخة أصلية لا تشبه غيرها )) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ.... ((فستة ملايير بشر في وقتنا الحالي هي ستة ملايير نموذج كل واحد منها مختلف عن الأخر وإن تشابها نموذجان في أشياء فإنهما يتشابهان في شيء جوهري هو أنهما مختلفان عن بعضهما البعض كما قال أحد الحكماء . ولا يخالف هذه الإرادة الإلهية إلا المستبد الذي يعتقد نفسه فوق الجميع وأن ما سواه قطيع متشابه لا قيمة له هذا المستبد المهووس بعقلية الحيوان المعجب بقوته الراغب في السيطرة على القطيع أشكاله ونماذجه موجودة في مختلف المستويات على رأس الدولة والإدارة والتنظيم والحزب والنقابة والمؤسسة والمدرج والقسم والأسرة ...ومن عجائب الزمان أنك تجد الكثير من يِؤسس لمثل هذه الأفكار من خلال نصوص التراث والدين مغلفة بأهواء المستبدين وخنوع وخضوع أشباه المثقفين وحتى بعض علماء الدين .
في الأخير اعتذر لكم سادتي تناولي لمثل هذه القضايا التي قد تظهر أنها خارج الموضوع وعذري أنها مقدمة وقضية كبرى لها مصاديقها الكثيرة في حياتنا اليومية الأسرية والمهنية والمدنية والسياسية ...
فما أحوجنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى أن نستحضر هذه المعاني وغيرها من قواعد العيش المشترك و أن نتمثلها في البيت والمدرسة والجامعة والعمل والنقاش والنضال والسياسة وفي الحياة كلها .