يا سيد عمراوي؛ لحد الساعة لم نفهم منطقكم في العمل النقابي.. أنتم من شارك في إعداد مسودة بوخطة والتي فيها كثير من المؤاخذات ( سنذكركم ببعضها هنا )، أنتم من أوحى لبوخطة التفريق بين رتب التفتيش في الأطوار المختلفة وضمن طور الابتدائي نفسه في مشروع تعديل القانون الخاص المقدم من طرفكم بتاريخ 26أكتوبر 2011، أنتم من جر القطاع إلى معركة طويلة نتيجة سوء التخطيط وترتيب الأولويات: حينما طالبتم بالإسراع بالإفراج عن النظام التعويضي، رغم أننا طالبنا حينها أن نبدأ بإعادة التصنيف فذاك هو الأصل وما النظام التعويضي إلا فرع عنه.. أنتم من انشغل بملف الخدمات الاجتماعية أكثر من اللزوم ومن يدري فالشائعات تقول بأن هناك صفقة قد أبرمت بخصوص هذا الملف مقابل التنازل في ملفات أخرى.. ثم تأتي بعد ذلك وتزعم أن إرضاء المعلمين غاية لا تدرك؟؟ هؤلاء المعلمون الذين يحملون النقابة التي تنتفع من وراءها وتريد أن تواصل هذا الانتفاع منها حتى في المجال السياسي إذ ترفع اليوم في تدخلاتك شعار حزب سياسي بدل شعار نقابتك؟؟ المعلمون قد استيقظوا ولن يسكتوا على حقوقهم خاصة وأنهم الأغلبية، وللأغلبية من القوة ما تعرفه جيدا ولكن سأذكرك ببعضه: المعلمون أغلبية في نقابتكم: ماذا لو انسحبوا منها؟ المعلمون أغلبية في ولايتك: ماذا لو أنهم قرروا أن لا يصوتوا على قائمة حزبك الذي ترفع شعاره؟؟
والآن إليك التذكير بتناقضاتكم وتناقضات مسودة بوخطة التي تدعمون..
مسودة بوخطة احتقرت التعليم الابتدائي من حيث إنها:
1 - جعلت للشهادة في التعليم الابتدائي قيمة أدنى من مثيلتها في المرحلتين الأخريين؛ الشهادة نفسها من مؤسسة دستورية، غير أنها ليست كافية لتحقيق المساواة في قطاعنا؟؟.
2- ضربت عرض الحائط الجهد المبذول من الموظف، فمعلم التعليم الابتدائي الذي يحمل شهادة الليسانس أو مهندس دولة ويعمل 30 ساعة في الأسبوع يصنف أدنى من زميله في مرحلة أخرى يعمل 22 ساعة أو 18 ساعة حتى وإن لم يكن بحوزته شهادة!
3- نصت على أن منصب ''الأستاذ المكون '' في الابتدائي يفتح للحاصلين على شهادة ماستر أو مهندس دولة في التخصص ...فأي تخصص يقصد هنا؟ مهندس دولة في اللغة العربية أو في اللغة الفرنسية ؟!.
4- جعلت قدر المواطن الذي يلتحق بالتعليم الابتدائي لعنة ... إذ إنه لن يتجاوز السلم 14 مهما فعل... وإن تحصل على أعلى الشهادات أو حاز كل الخبرات ..
5- فرقت بين موظفي سلك التفتيش والمراقبة في مختلف الأطوار، على أساس معيار وحيد وهو ''طول التلميذ في كل مرحلة ''! فصنفت مفتش التعليم الابتدائي في الصنف 14 بفارق درجتين كاملتين عن زميله في المتوسط وثلاث درجات عنه في الثانوي ! رغم أنهم يقومون بنفس المهام وفق هذه المسودة، وتتعدى مهام مفتش التعليم الابتدائي مهام المفتش في الطورين الآخرين حاليا ( منذ أن وجد السلك إلى يومنا هذا )، ورغم حيازة الجميع على الشهادة نفسها، وتفوق مفتش التعليم الابتدائي بالشهادة في حالات كثيرة، هذا إضافة إلى خصوصية التكوين الذي تلقاه مفتش التعليم الابتدائي وتحصل بموجبه على الشهادة المهنية ( شهادة التكوين المتخصص) .
6- جعلت رتبة مفتش التعليم الابتدائي انحدارا بعدما كانت طموحا لكل المعلمين، بمن فيهم أساتذة التعليم الثانوي.
7- أوجدت ضمن هذه الرتبة فئة أخرى ( مفتش الإدارة للتعليم الابتدائي ) بمقاييس ومهام غريبة ومتداخلة ، لم تعر اعتبارا لخصوصية المرحلة الابتدائية ومتطلباتها وشروطها، وعلى رأسها الوحدة العضوية بين المناهج وبين ماهو تربوي وإداري .
8- لم تثمن جهد مفتش الابتدائي في قيامه بمهام أخرى زيادة على مهامه على مدى مرحلة زمنية لم تحدد ويفترض أنها مؤقتة ( حسب القانون التوجيهي للتربية )، فهو مشرف على أنواع من التعليم المتخصص وتعليم الكبار والتربية التحضيرية، بحثا وتكوينا ومراقبة للمعلمين والمؤطرين والمربين والذين يفترض أن يتخرجوا من معاهد متخصصة.
9- لم تثمن مرحلة التعليم الابتدائي من حيث إنها المرحلة القاعدية للتعليم وفيها يصنع ملمح طالب العلم القادر على مواصلة مشواره ليكون رجل المستقبل والمواطن الصالح النافع لبلده .[b]