- rreveurr كتب:
- أصبت غاية الإصابة،يا مفتش منصف
وبالمناسبة وأنا اشتغل على مفاهيم الحجاج وسلاسله والبنى الحجاجية وقواعده ومبادئه وأنساقه ، عثرت على تلخيص موجز حول مفهوم التفاوض والحجاج ، وبالمناسبة هذه من مشمولات اللسانيات التداولية ، أهدف إلى إفادة الجميع بهذه الخلاصة النظرية وخصوصا المفاوضين والمناقشين :
التفاوض والحجاج
1- التفاوض ( négociation)
يستعمل " التفاوض " عادة بين الأفراد أو الجماعات أو الدول ،حول قضايا مختلفة ، في مجالات متنوعة ، بناء على مصالح و استراتيجيات فردية أو جماعية أو مؤسساتية . وسنقتصر على تناول التفاوض كتقنية من تقنيات التواصل ، يتم اللجوء إليها غالبا أثناء الاشتغال في المجموعة . حيث يشارك كل عضو بأفكاره و اقتراحاته . و عندما تحاول المجموعة اختيار أو تركيب المواقف و الاقتراحات المطروحة ، يقوم كل عضو مشارك بإقناع الآخرين بأهمية أفكاره ، فيتشبث ببعضها ، و يتنازل عن البعض الآخر في إطار عمليات التفاوض باستعمال الحجج و البراهين ، من أجل تبرير صحة ما يدافع عنه .
أولا ، أهمية التفاوض :
إن تعصب الأعضاء لأفكارهم و تشبثهم باقتراحاتهم ، يعيق التفاوض ، وبالتالي العملية التواصلية ، مما يحول دون تحقيق الأهداف المتوخاة في إطار إستراتيجية العمل في مجموعات ، لهذا يجب الاقتناع بأهمية التفاوض ، والتي تستلزم ما يلي :
- طرح المشكلة و محاولة إيجاد الحلول لها
- اللجوء إلى الحجج و البراهين قصد الإقناع و التأثير
- الانفتاح على الآخر و التواصل معه بالقول و النظر والسمع و ملامح الوجه و الحركة ...
- التدرب على التنازل لصالح الأفكار والاقتراحات الأكثر مصداقية
- تدبير الاختلافات
ثانيا ، احترام مبادئ التفاوض :
- قبول الأفكار و الاقتراحات ذات المصداقية
- إمكانية إيجاد الحل بطريقة تفاوضية
- الاقتناع بأهمية التفاوض لتحقيق التواصل
- الإيمان بأن كل الأفكار و الاقتراحات قابلة للتفاوض
- تجاوز حالات التعصب و الأحكام المطلقة واليقينية
- الاقتناع بمبدأ التسامح و الحق في الاختلاف و تدبيره
- مراعاة مبدأ تغليب المصلحة و الإستراتيجية في التفاوض بين الأطراف
- ممارسة النقد الذاتي على المواقف و السلوكات
- الحرص على البقاء على علاقة طيبة مع المفاوض .
ثالثا ، معرفة أولية بمتغيرات التفاوض :
- معرفة موضوع التفاوض
- معرفة أولية بالمفاوض : من حيث السن ،والجنس ، والمستوى الدراسي و المعرفي ، والمهنة،والأصل الاجتماعي،والمرجعية الفكريةوالدينية والإيديولوجية، والعلاقة بالموضوع ...
- معرفة ظروف التفاوض : مكان وزمان التفاوض
رابعا ، طريقة التفاوض :
- الاستماع الجيد للمحاور
- توضيح الفكرة أو الاقتراح باعتماد الحجج
- تحديد النقاط موضوع التفاوض وترتيبها بحسب الأولويات
- تبرير كل نقطة
- إعادة طرح المشكلة
- محاولة فهم جميع الحلول المقترحة و من زوايا مختلفة
- الوقوف عند إيجابيات و سلبيات كل حل
- اختيار الحلول الأكثر إيجابية و الأقل سلبية
- التركيز على المصلحة في انتقاء الحلول و ليس المواقف ( فصل الذات عن الموقف )
- إعطاء الأولوية لما هو عملي وقابل للتطبيق
- توثيق أحداث التفاوض
- الاستعانة بأسلوب لبق و توظيف تعابير الوجه و حركة اليدين والجسد والنظرات والاستماع الفعال في التفاوض .
2- الحجاج Argumentation -
يشكل الحجاج دعامة اعتبارية لمواقف و اقتراحات المرسل ( المنشط أو المشارك ) في سياق وضعيات تواصلية ، في إطار حلقات التدريس أو التكوين ، بهدف إحداث التأثير و الإقناع لدى المتلقي، سواء كان فردا أو جماعة . فالحجاج قصير و منظم تعرض لأفكار و حلول مدعمة بججج وفق تصميم محكم و خطة مضبوطة ، فهو أكثر إفحاما من الإطالة في الكلام الذي قد يخلق في الغالب مللا و ثرثرة .
أولا ، متغيرات الحجاج :
يمارس الحجاج تبعا لإستراتيجيات ملائمة تراعي مجموعة من المتغيرات ،وفق وضعيات تواصلية . إذ أن بناء هذه الإستراتيجية يقتضي معرفة أولية بالمحاور (interlocuteur)، وبالموضوع،والوضعية .
1 – معرفة أولية بالمحاور :
يتم بناء الحجاج على ضوء معرفة خصائص وسمات المحاور ، سواء كان شخصا أو مجموعة أو جمهورا عريضا ... أي تركيبة هذا المحاور ، من حيث : السن ،والجنس ،والمستوى الدراسي و المعرفي ، و المهنة ،والأصل الإجتماعي ، والإنتماء الجغرافي ... ، ومن هنا يمكن تحديد نوعية الحجج على ضوء نوعية المحاور ، اهتماماته ، وتطلعاته ،ومرجعيته الفكرية ،وعلاقته بالموضوع المطروح ...
2 – معرفة جيدة بالموضوع :
إن المعرفة الجيدة بالموضوع ، من حيث حصر أهدافه ،وخطوطه العريضة ... هي التي تسمح باختيار الحجج الملائمة وتصنيفها و ترتيبها .
3 – معرفة الوضعية :
أي معرفة زمان ومكان إجراء التواصل بالحجاج ، وما يتيحه ذلك من إمكانيات ، تسمح باختيار النوع الملائم للحجج ، مع الأخذ بالاعتبار الإكراهات و الحدود .
ثانيا ، بناء الحجج وفق مفعولات الحجاج :
إن الحجاج كمهارة تواصلية يقتضي من الشخص ( المنشط أو المشارك ) الاستجابة لثلاث مستويات ، يمكن على إثرها تصنيف الحجج الموظفة :
1 – مفعول المنطق (effet de logique ) :
إن تأثير المنطق يجعل المنشط أو المشارك يختار الحجج ذات الطبيعة العقلية والمنطقية ، كمنطق السببية (causalité - أي ربط الموضوع بأسبابه) ، أو الاستقراء ( induction - الانطلاق في عرض الأفكار من الخاص إلى العام ) ، أو الاستنباط ( déduction- الانطلاق في عرض الأفكار من العام إلى الخاص ) ، أو المماثلة ( analogie - الاستعانة بأفكار و وضعيات مماثلة ) ، أو بالتعاكس ( contraste - البحث عن أفكار ووضعيات معاكسة ) .
2 – مفعول التاكتيك (effet de tactique ) :
إن تأثير التاكتيك يدفع بالمنشط أو المشارك إلى إظهار الثقة بالنفس و عدم التردد، وإظهار التواضع ( عدم استعمال العبارات الشخصية ، كأن نقول مثلا : أنجزنا أو تم إنجاز ، بدل أنجزت ) ، و التركيز على الحجج انطلاقا من مرجعيات مشتركة لدى المتلقين ( دينية ، أو حقوقية ، أو أخلاقية ، أو سياسية ، أو إيديولوجية ... ) .
3 – مفعول الانفعال (effet de l’émotion ) :
إن رغبة المنشط أو المشارك في التقرب إلى محاوريه يدفع إلى التركيز على الحجج ذات الأبعاد العلائقية و النفسية- العاطفية ، إما بمرجعية إلى القيم الكونية و الإنسانية ( العدالة ، والحق ، والعقل ، والخير ... ) ، أو المرتبطة بالجماعة ( الخصوصيات الدينية و الثقافية و العرقية ... ) .
ثالثا ، اختيار و تصنيف و ترتيب الحجج :
يتم انتقاء و تصنيف و ترتيب الحجج تبعا لمتغيرات مرتبطة بالمحاور ( interlocuteur ) و الموضوع والوضعية ( زمان ومكان الحوار ) ، وفق خطة و تصميم محكمين . لتجنب التناقض بين الحجج ،والفوضى في تمريرها ، من جراء عدم الربط بينها . إذ كان اختيار الحجج - ( حجج قوية وأخرى ضعيفة ) – يتحدد بنوعية المحاور . فإن الترتيب بينها لا يخضع لقانون محدد . بحيث اختلف الممارسون في مجال التواصل في هذا الصدد ، لكن الشائع رجح التصور التالي :
- إذا كانت هناك قواسم مشتركة بين المتحاورين ، يستحسن البدء بالحجج القوية
- إذا كانت هناك اختلافات بينهما ، يستحسن البدء بحجج لينة وبتدرج وحذر حتى لا تقع مشادات في البداية تعيق التواصل .
-
1 – الترتيب المفضل لدى خبراء التواصل :
- البدء بالحجج القوية : لشد الإنتباه و التأثير في المتلقي ، ومحاولة إقناعه منذ البداية
- ثم تتبعها الحجج الضعيفة أو اللينة : كتكملة ، لأن المحاور لا زال يعيش على وقع الحجج القوية
- و أخيرا الحجج القوية : لضمان حصول الإقناع التام من طرف المستمع .
2 – البدء بنقاط الالتقاء :
لتعميق التواصل يستحسن الانطلاق من نقاط الالتقاء بين المتحاورين .
مثال القول : << - نحن متفقون حول مسألة هامة ،وهي ( ... )
- لكن مع اختلاف بسيط ، هو ( ... )
- لذلك أرى في تصوري الخاص أن ( ... ) >>
3 – تجنب البدء بحجج التفنيد و الدحض :
حجج التفنيد و الدحض قد تخلق وضعيات متشنجة ، خاصة عندما يمتلك المتكلم حججا قوية ، وبالتالي قد يؤدي هذا إلى الدخول في صراع الحجج القوية ،ويتحول التواصل إلى سجال عقيم .
رابعا ، اختبار قوة الحجج :
بعد انتقاء و تصنيف و ترتيب الحجج في إطار علاقات تواصلية فعالة ، هناك أربعة معايير لاختبار قوة الحجج ( 4 C ) ، حيث يجب على الحجة أن تكون :
* واضحة ( Clair ) * قصيرة ( Cour) * مركزة ( Concis) * ملموسة ( Concret)
خامسا ، الحجاج و الحجاج المضاد :
على المنشط أو المشارك توقع الاعتراضات المدعمة بحجج مضادة على أفكار و مواقف مدعمة بحجج ،مع التدرب على دحض تلك الاعتراضات .
1 – التساؤل عن سبب التعارض :
يتساءل المتحاوران عن سبب التعارض الحاصل بينهما :
- هل هو ناتج عن عدم فهم محتوى الرسالة أم سببه علائقي ؟
من أجل إيجاد نوع الرد الملائم المدعم بالحجج المضادة .
- المرسل يرسل رسالة إلى المرسل إليه تحمل أفكارا مدعمة بحجج
- المرسل إليه يعترض على الأفكار الموجهة بحجج مضادة
- يرد المرسل على الاعتراض المضاد بحجج أخرى .
2 – التهييء للاعتراض و بناء الحجج المضادة :
يمكن التهييء للاعتراض و بناء الحجج المضادة باعتماد الجدول الآتي :
الحجج الاعتراضات + الحجج رد على الاعتراضات + الحجج
الحجة الأولى
الحجة الثانية
الحجة الثالثة... إلخ.
سادسا ، خطط الحجاج : ( Plan d’argumentation)
يتم بناء الحجج و تنظيمها وفق خطط وتصاميم ، منها :
1 إثارة الانتباه لدى المتلقي Attention A
2 إظهار المنفعة لديه Intérêt I
3 توليد الرغبة لديه Désir D
4 دفعه إلى الممارسة والتطبيق Agir A
Agir A
2 - خطة ( plan ‘’ FOA ‘’ ) :
1 الانطلاق من وقائع F Faits
2 إبداء آراء Opinions O
3 ممارسة أفعال ( تحويل الآراء إلى ممارسات Actions A
3 - خطة ( plan ‘’ SORA ‘’ ) :
1 الوضعية وصف الوضعية- المشكلة Situation S
2 الملاحظة تناول الحلول المتداولة Observation O
3 التأمـل فحص نجاعتها Réflexion R
4 الفعـل اقتراح إمكانية التدخل جديدة Action A
4 - خطة " مشكلة – حل " ( Plan ‘’ problème - solution):
أ - طرح المشكلة ( وصف )
ب- الإشارة إلى عدم جدوى الحلول المتداولة
ج- إيجاد حلول جديدة
5 - خطة " حل مشكلة " ( ‘’ Plan ‘’ résolution de problème):
أ – طرح المشكلة ( الوصف )
ب– تشخيص المشكلة ( البحث عن أسبابها )
ج- الوقوف عند الإكراهات
د- دراسة الحلول الممكنة ( المحاسن والمساوئ )
ه- تبرير الحل الأفضل بالحجج ( الحجة 1 ، 2 ، 3 ...)
و- الإجراءات العملية عند اختيار الحل المناسب
6 - خطة " حاجة – إجابة " ( Plan ‘’besoin – réponse ‘’):
تصلح هذه الخطة للوضعيات التي توجد فيها حاجة ( منتوج أو خدمة ) ، تستدعي هذه الحاجة تلبيتها وفق طريقة ملائمة :
أ - إظهار الحاجة بخصائصها
ب- إظهار مميزات و محاسن الحاجة ( الحجج )
ج- اختيار الطريقة المناسبة لتلبيتها .
7 – الخطة الديالكتيكية ( Plan dialectique):
لماذا الكذب و تنسب كلالام غيرك اليك و تدعي انك لساني عظيم على الاقل انقل الكلام كما هو و هاهو الرابط
بحث
حوالي 166,000 من النتائج(عدد الثواني: 0.39)
كل شيء
صور
مقاطع فيديو
الأخبار
المزيد
سطيف
تغيير المكان
خيارات البحث
الويب
الصفحات المكتوبة باللغة العربية
صفحات من الجزائر
صفحات أجنبية مترجمة
أدوات أكثر
نتائج البحث
[DOC]
التفاوض والحجاج
elabbioui.malware-site.www/التفاوض%20والحجاج.doc
التفاوض والحجاج
1- التفاوض ( négociation)
يستعمل " التفاوض " عادة بين الأفراد أو الجماعات أو الدول ،حول قضايا مختلفة ، في مجالات متنوعة ، بناء على مصالح و استراتيجيات فردية أو جماعية أو مؤسساتية . وسنقتصر على تناول التفاوض كتقنية من تقنيات التواصل ، يتم اللجوء إليها غالبا أثناء الاشتغال في المجموعة . حيث يشارك كل عضو بأفكاره و اقتراحاته . و عندما تحاول المجموعة اختيار أو تركيب المواقف و الاقتراحات المطروحة ، يقوم كل عضو مشارك بإقناع الآخرين بأهمية أفكاره ، فيتشبث ببعضها ، و يتنازل عن البعض الآخر في إطار عمليات التفاوض باستعمال الحجج و البراهين ، من أجل تبرير صحة ما يدافع عنه .
أولا ، أهمية التفاوض :
إن تعصب الأعضاء لأفكارهم و تشبثهم باقتراحاتهم ، يعيق التفاوض ، وبالتالي العملية التواصلية ، مما يحول دون تحقيق الأهداف المتوخاة في إطار إستراتيجية العمل في مجموعات ، لهذا يجب الاقتناع بأهمية التفاوض ، والتي تستلزم ما يلي :
- طرح المشكلة و محاولة إيجاد الحلول لها
- اللجوء إلى الحجج و البراهين قصد الإقناع و التأثير
- الانفتاح على الآخر و التواصل معه بالقول و النظر والسمع و ملامح الوجه و الحركة ...
- التدرب على التنازل لصالح الأفكار والاقتراحات الأكثر مصداقية
- تدبير الاختلافات
ثانيا ، احترام مبادئ التفاوض :
- قبول الأفكار و الاقتراحات ذات المصداقية
- إمكانية إيجاد الحل بطريقة تفاوضية
- الاقتناع بأهمية التفاوض لتحقيق التواصل
- الإيمان بأن كل الأفكار و الاقتراحات قابلة للتفاوض
- تجاوز حالات التعصب و الأحكام المطلقة واليقينية
- الاقتناع بمبدأ التسامح و الحق في الاختلاف و تدبيره
- مراعاة مبدأ تغليب المصلحة و الإستراتيجية في التفاوض بين الأطراف
- ممارسة النقد الذاتي على المواقف و السلوكات
- الحرص على البقاء على علاقة طيبة مع المفاوض .
ثالثا ، معرفة أولية بمتغيرات التفاوض :
- معرفة موضوع التفاوض
- معرفة أولية بالمفاوض : من حيث السن ،والجنس ، والمستوى الدراسي و المعرفي ، والمهنة،والأصل الاجتماعي،والمرجعية الفكريةوالدينية والإيديولوجية، والعلاقة بالموضوع ...
- معرفة ظروف التفاوض : مكان وزمان التفاوض
رابعا ، طريقة التفاوض :
- الاستماع الجيد للمحاور
- توضيح الفكرة أو الاقتراح باعتماد الحجج
- تحديد النقاط موضوع التفاوض وترتيبها بحسب الأولويات
- تبرير كل نقطة
- إعادة طرح المشكلة
- محاولة فهم جميع الحلول المقترحة و من زوايا مختلفة
- الوقوف عند إيجابيات و سلبيات كل حل
- اختيار الحلول الأكثر إيجابية و الأقل سلبية
- التركيز على المصلحة في انتقاء الحلول و ليس المواقف ( فصل الذات عن الموقف )
- إعطاء الأولوية لما هو عملي وقابل للتطبيق
- توثيق أحداث التفاوض
- الاستعانة بأسلوب لبق و توظيف تعابير الوجه و حركة اليدين والجسد والنظرات والاستماع الفعال في التفاوض .
2- الحجاج Argumentation -
يشكل الحجاج دعامة اعتبارية لمواقف و اقتراحات المرسل ( المنشط أو المشارك ) في سياق وضعيات تواصلية ، في إطار حلقات التدريس أو التكوين ، بهدف إحداث التأثير و الإقناع لدى المتلقي، سواء كان فردا أو جماعة . فالحجاج قصير و منظم تعرض لأفكار و حلول مدعمة بججج وفق تصميم محكم و خطة مضبوطة ، فهو أكثر إفحاما من الإطالة في الكلام الذي قد يخلق في الغالب مللا و ثرثرة .
أولا ، متغيرات الحجاج :
يمارس الحجاج تبعا لإستراتيجيات ملائمة تراعي مجموعة من المتغيرات ،وفق وضعيات تواصلية . إذ أن بناء هذه الإستراتيجية يقتضي معرفة أولية بالمحاور (interlocuteur)، وبالموضوع،والوضعية .
1 – معرفة أولية بالمحاور :
يتم بناء الحجاج على ضوء معرفة خصائص وسمات المحاور ، سواء كان شخصا أو مجموعة أو جمهورا عريضا ... أي تركيبة هذا المحاور ، من حيث : السن ،والجنس ،والمستوى الدراسي و المعرفي ، و المهنة ،والأصل الإجتماعي ، والإنتماء الجغرافي ... ، ومن هنا يمكن تحديد نوعية الحجج على ضوء نوعية المحاور ، اهتماماته ، وتطلعاته ،ومرجعيته الفكرية ،وعلاقته بالموضوع المطروح ...
2 – معرفة جيدة بالموضوع :
إن المعرفة الجيدة بالموضوع ، من حيث حصر أهدافه ،وخطوطه العريضة ... هي التي تسمح باختيار الحجج الملائمة وتصنيفها و ترتيبها .
3 – معرفة الوضعية :
أي معرفة زمان ومكان إجراء التواصل بالحجاج ، وما يتيحه ذلك من إمكانيات ، تسمح باختيار النوع الملائم للحجج ، مع الأخذ بالاعتبار الإكراهات و الحدود .
ثانيا ، بناء الحجج وفق مفعولات الحجاج :
إن الحجاج كمهارة تواصلية يقتضي من الشخص ( المنشط أو المشارك ) الاستجابة لثلاث مستويات ، يمكن على إثرها تصنيف الحجج الموظفة :
1 – مفعول المنطق (effet de logique ) :
إن تأثير المنطق يجعل المنشط أو المشارك يختار الحجج ذات الطبيعة العقلية والمنطقية ، كمنطق السببية (causalité - أي ربط الموضوع بأسبابه) ، أو الاستقراء ( induction - الانطلاق في عرض الأفكار من الخاص إلى العام ) ، أو الاستنباط ( déduction- الانطلاق في عرض الأفكار من العام إلى الخاص ) ، أو المماثلة ( analogie - الاستعانة بأفكار و وضعيات مماثلة ) ، أو بالتعاكس ( contraste - البحث عن أفكار ووضعيات معاكسة ) .
2 – مفعول التاكتيك (effet de tactique ) :
إن تأثير التاكتيك يدفع بالمنشط أو المشارك إلى إظهار الثقة بالنفس و عدم التردد، وإظهار التواضع ( عدم استعمال العبارات الشخصية ، كأن نقول مثلا : أنجزنا أو تم إنجاز ، بدل أنجزت ) ، و التركيز على الحجج انطلاقا من مرجعيات مشتركة لدى المتلقين ( دينية ، أو حقوقية ، أو أخلاقية ، أو سياسية ، أو إيديولوجية ... ) .
3 – مفعول الانفعال (effet de l’émotion ) :
إن رغبة المنشط أو المشارك في التقرب إلى محاوريه يدفع إلى التركيز على الحجج ذات الأبعاد العلائقية و النفسية- العاطفية ، إما بمرجعية إلى القيم الكونية و الإنسانية ( العدالة ، والحق ، والعقل ، والخير ... ) ، أو المرتبطة بالجماعة ( الخصوصيات الدينية و الثقافية و العرقية ... ) .
ثالثا ، اختيار و تصنيف و ترتيب الحجج :
يتم انتقاء و تصنيف و ترتيب الحجج تبعا لمتغيرات مرتبطة بالمحاور ( interlocuteur ) و الموضوع والوضعية ( زمان ومكان الحوار ) ، وفق خطة و تصميم محكمين . لتجنب التناقض بين الحجج ،والفوضى في تمريرها ، من جراء عدم الربط بينها . إذ كان اختيار الحجج - ( حجج قوية وأخرى ضعيفة ) – يتحدد بنوعية المحاور . فإن الترتيب بينها لا يخضع لقانون محدد . بحيث اختلف الممارسون في مجال التواصل في هذا الصدد ، لكن الشائع رجح التصور التالي :
- إذا كانت هناك قواسم مشتركة بين المتحاورين ، يستحسن البدء بالحجج القوية
- إذا كانت هناك اختلافات بينهما ، يستحسن البدء بحجج لينة وبتدرج وحذر حتى لا تقع مشادات في البداية تعيق التواصل .
-
1 – الترتيب المفضل لدى خبراء التواصل :
- البدء بالحجج القوية : لشد الإنتباه و التأثير في المتلقي ، ومحاولة إقناعه منذ البداية
- ثم تتبعها الحجج الضعيفة أو اللينة : كتكملة ، لأن المحاور لا زال يعيش على وقع الحجج القوية
- و أخيرا الحجج القوية : لضمان حصول الإقناع التام من طرف المستمع .
2 – البدء بنقاط الالتقاء :
لتعميق التواصل يستحسن الانطلاق من نقاط الالتقاء بين المتحاورين .
مثال القول : << - نحن متفقون حول مسألة هامة ،وهي ( ... )
- لكن مع اختلاف بسيط ، هو ( ... )
- لذلك أرى في تصوري الخاص أن ( ... ) >>
3 – تجنب البدء بحجج التفنيد و الدحض :
حجج التفنيد و الدحض قد تخلق وضعيات متشنجة ، خاصة عندما يمتلك المتكلم حججا قوية ، وبالتالي قد يؤدي هذا إلى الدخول في صراع الحجج القوية ،ويتحول التواصل إلى سجال عقيم .
رابعا ، اختبار قوة الحجج :
بعد انتقاء و تصنيف و ترتيب الحجج في إطار علاقات تواصلية فعالة ، هناك أربعة معايير لاختبار قوة الحجج ( 4 C ) ، حيث يجب على الحجة أن تكون :
* واضحة ( Clair ) * قصيرة ( Cour) * مركزة ( Concis) * ملموسة ( Concret)
خامسا ، الحجاج و الحجاج المضاد :
على المنشط أو المشارك توقع الاعتراضات المدعمة بحجج مضادة على أفكار و مواقف مدعمة بحجج ،مع التدرب على دحض تلك الاعتراضات .
1 – التساؤل عن سبب التعارض :
يتساءل المتحاوران عن سبب التعارض الحاصل بينهما :
- هل هو ناتج عن عدم فهم محتوى الرسالة أم سببه علائقي ؟
من أجل إيجاد نوع الرد الملائم المدعم بالحجج المضادة .
- المرسل يرسل رسالة إلى المرسل إليه تحمل أفكارا مدعمة بحجج
- المرسل إليه يعترض على الأفكار الموجهة بحجج مضادة
- يرد المرسل على الاعتراض المضاد بحجج أخرى .
2 – التهييء للاعتراض و بناء الحجج المضادة :
يمكن التهييء للاعتراض و بناء الحجج المضادة باعتماد الجدول الآتي :
الحجج الاعتراضات + الحجج رد على الاعتراضات + الحجج
الحجة الأولى
الحجة الثانية
الحجة الثالثة... إلخ.
سادسا ، خطط الحجاج : ( Plan d’argumentation)
يتم بناء الحجج و تنظيمها وفق خطط وتصاميم ، منها :
1- خطة ( plan ‘’ AIDA ‘’ ) :
1 إثارة الانتباه لدى المتلقي Attention A
2 إظهار المنفعة لديه Intérêt I
3 توليد الرغبة لديه Désir D
4 دفعه إلى الممارسة والتطبيق Agir A
2 - خطة ( plan ‘’ FOA ‘’ ) :
1 الانطلاق من وقائع Faits F
2 إبداء آراء Opinions O
3 ممارسة أفعال ( تحويل الآراء إلى ممارسات Actions A
3 - خطة ( plan ‘’ SORA ‘’ ) :
1 الوضعية وصف الوضعية- المشكلة Situation S
2 الملاحظة تناول الحلول المتداولة Observation O
3 التأمـل فحص نجاعتها Réflexion R
4 الفعـل اقتراح إمكانية التدخل جديدة Action A
4 - خطة " مشكلة – حل " ( Plan ‘’ problème - solution):
أ - طرح المشكلة ( وصف )
ب- الإشارة إلى عدم جدوى الحلول المتداولة
ج- إيجاد حلول جديدة
5 - خطة " حل مشكلة " ( ‘’ Plan ‘’ résolution de problème):
أ – طرح المشكلة ( الوصف )
ب– تشخيص المشكلة ( البحث عن أسبابها )
ج- الوقوف عند الإكراهات
د- دراسة الحلول الممكنة ( المحاسن والمساوئ )
ه- تبرير الحل الأفضل بالحجج ( الحجة 1 ، 2 ، 3 ...)
و- الإجراءات العملية عند اختيار الحل المناسب
6 - خطة " حاجة – إجابة " ( Plan ‘’besoin – réponse ‘’):
تصلح هذه الخطة للوضعيات التي توجد فيها حاجة ( منتوج أو خدمة ) ، تستدعي هذه الحاجة تلبيتها وفق طريقة ملائمة :
أ - إظهار الحاجة بخصائصها
ب- إظهار مميزات و محاسن الحاجة ( الحجج )
ج- اختيار الطريقة المناسبة لتلبيتها .
7 – الخطة الديالكتيكية ( Plan dialectique):
المراحل الخطة مثال
1 المقدمة عرض الموضوع وإشكاليته الموضوع : " فتح أبواب سوق ممتاز يوم الأحد"
2 الأطروحة الخطاب + التبرير ( الحجج) الأطروحة : الفتح
التبرير ( الحجج ) :
- الفتح ملائم للمستهلك
- يؤدي إلى ارتفاع المبيعات
- يؤثر إيجابيا على الاقتصاد والتشغيل
- يرفع من دخل العمال ( التعويض )
3 نقيض الأطروحة خطاب مضاد + التبرير ( حجج مضادة ) نقيض الأطروحة : عدم الفتح
التبرير ( الحجج ):
- منافسة متاجر صغيرة مهددة
- مساومة العمال
- انعكاس سلبي على مستوى الأسرة
- عدم احترام يوم راحة بالنسبة للجميع.
4 التركيب تركيب الخطابين ( الموقفين المتعارضين)+التبرير ( الحجج) التركيب : فتح بشروط
التبرير ( الحجج ) :
احترام الحرية :
- بالنسبة للتاجر : الفتح
- بالنسبة للمستهلك : شراء
- بالنسبة للعامل : اختيار العمل