[b]
انطلقت في بدايات عملي في التفتيش وأنا كلي حركة ونشاط باحثا عن الجديد هنا وهناك راغبا في التميز والإبداع صاما أذناي عن بعض الأصوات الممهلة ظنا مني أنها مثبطة ولكن تبين لي فيما بعد أنها كانت مشفقة علي .
ومع تطور وسائل الاتصال والإعلام (وحدي بعيدا عن تكفل وصايتي ) زاد نهمي للتجديد والتغيير وبدأت الأفكار والمشاريع تتزاحم في التخطيط والتنفيذ وأنا أثناء كل ذلك مستمر في تجاهل كل صوت يحاول ثني عزيمتي ولكن هذه الأصوات كانت في ازدياد من حيث الكم والنوع وموغلة في اليأس , ذلك أن مصادر تغذيتها كانت قوية وتتضاعف مع الوقت بشكل هندسي . فلم أجد لها تفسيرا غير التخطيط والتآمر .بتعاقب السياسات والتنظيمات والنصوص والتشريعات التي جعلت من وطني وأبناء وطني أشبه بالبقر المجنون .
الم يدرك هؤلاء وهم يتلاعبون بمصير وطني وأجياله القادمة أن إمكانية المقارنة صارت ميسورة وأننا لم نعد نتصدر المراتب الأولى إلا في الفساد ومظاهر البؤس والفقر والأمراض والحوادث , ألم يدركوا أن المعلومة لم تعد حكرا على احد , فهاهي أخبار مختلف الشعوب الغنية والفقيرة , القريبة والبعيدة , الكثير منها أحوال التربية فيها تتحسن وتباعا تتحسن سائر الأحوال وغير بعيد عنا غيرت بعض الشعوب مسارها في السنوات الأخيرة فقط ورغم ضعفها ونقص مواردها إلا أنها خطت خطوات جبارة . وكثير منها خرج أو يوشك أن يخرج من عنق الزجاجة
فلمصلحة من تعاني التربية في بلادي على خلاف كل البلدان كل هذا التقهقر والضياع
هل محكوم علينا في كل مرة أن نعاني مرارة الشعور بالتراجع والدونية والإحباط والتهميش والحقرة
وأنا اكتب هذه الكلمات جال في خاطري اعتراض البعض علي ببعد ما نحن فيه من ضيم بسبب مسودة القانون الأساسي وقد يكون ذلك كذلك , ولكن اعذروني فلا ادري لما ذا لم استطع وقد حاولت عبثا فصل ذلك عن كل ذلك ,
[/b]