برحيلك أيها الأستاذ الحكيم، أيها المجاهد الكريم، أيها المناضل الشجاع، فقدت الجزائر واحدا من حمائها الذين لم تسمع لهم، فقدت رجلا لم يكل ولم يتعب يوما من القضية الوطنية، رجل لم يبخل الجزائر بمواقفه الشجاعة في كل المحافل الوطنية والدولية رافعا شعار الجزائر للجميع ويبنيها الجميع...
رحلت ورحلت معك معالم النضال والوطنية والرصيد التاريخي المشرق، رحلت لمن يتحدث شباب اليوم ، وأي من الرجال بعدك يسمع إليهم ويقدم النصائح...
وداعا يا من أعطي المثال لكل الجزائريين وهو مجاهد، وأعطى المثال وهو رجل دولة، وأعطى المثال وهو معارض، وأعطى المثال وهو في هرم السلطة، وأعطى المثال وهو مهمش، وداعا يا من تأمر عليه الأصدقاء قبل الأعداء ، وداعا كما ودعت الرداءة وأهلها في مقولتك المشهورة (( نحن في زمن الرداءة....وللرداءة أهلها))
وداعا يا من تمنت يوما أن أكون تلميذا عنده، وداعا يا عبد الحميد مهري
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم لكل عائلة مهري وحرمه وكل أبناء عائلته الكبيرة ولكل الجزائريين بأخلص التعازي سائلين المولى عزوجل أن يتغمده برحمته ورضوانه وأن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان..
إنا لله وإنا إليه راجعون