اني شخصيا أرفض العودة الى أن أتحول الى ساعي بريد وخادم مطيع لدى كتاب مديرية التربيةوأن أخون رسالتي التربوية والبيداغوجية بعد أن استفقت من غفلتي, أوردت هذه المقدمة لأني لا أريد المساومة كما لا أريدها لأي من زملائي من أجل الرجوع الى تحمل الأعباء الادارية لأنه ما أخل بالتربية في الابتدائي الا لكون المفتش كان مرغما على القيام بمهام أخرى بل ماالفائدة من التكوين والمسابقات اذاكانت النهاية أن أكون عبدا مطيعا لرؤساء المكاتب وساعي بريد بامتياز وأهمل مرافقة المعلم والتلاميذ والمدير وتذليل الصعوبات التربوية التي تعترضهم, فليكن صوتنا واحدا لانريد وسائل عمل ولا مكاتب ولا سيارات ولا ... الا تلك التي تساعدنا على أداء مهامنا البيداغوجية, اذاكانت الوزارة بحق تحترم نفسها و تريد خير التعليم الابتدائي فلتحرر مفتش الابتدائي من القيام بالأعمال الادارية ولو طلبها بل تعاقبه ان مارسها لأنه بذلك قد تخلى عن مهمته الأصلية التي تتطلب منه مجهودات جبارة تفوق بأضعاف تلك الأعباء المفروضة عليه فرضا والتي يمكن تكليف أي كاتب بها, تأكد لي بعد الصفعة الموجعة التي تلقيناها من الوزارة وهي تفصل قانونها الخاص على مقاس من تحب ويجد من يدافع عنه أننا كنا شريك مغفل في اهانة التعليم الابتدائي ولكن ها نحن نستفيق وندرك حجم الزيف الذي تعرض له التعليم الابتدائي بيداغوجيا واداريا لأن حتى مايسمى بالجانب الاداري لم يكن الا شكليات لم تخدم التعليم الابتدائي بما يستحق وانما كانت في جوهرها مجموعة قيود وعراقيل في وجه الجانب التربوي. لو تتبعنا ماهو الذي أدى بببعض زملائي الى أن يتلقوا عقوبات من الادارةلأدركنا أنها بسبب الاخلال بمهمة ساعي البريد وليس بسبب عدم القيام أو التقصير في مهام المفتش من تكوين وتفتيش و....آن لنا أن نعتبر بعد هذا الدرس الذي تعلمناه وألا نلدغ من الجحر مرتين والا فلن تقوم للتفتيش في الابتدائي قائمة.