عندما ينادي الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ويدعو إلى الرّداءة ، نقولها وبصوت مرتفع نحن لن نسكت ، وسنناضل بأفكارنا وأقلامنا من أجل كلمة الحق ، وهي الدّعوة إلى الكفاءة , فلا يعقل أن نرتد على أعقابنا خاسرين فبعدما قطعنا شوطا من النّضال ندعوا بدعوة الإتحاد العام للعمال الجزائريين وهي :" الأقدمية" ، أفلا يعي هؤلاء أنّ هذه الكلمة أكل الدّهر عليها و شرب ،وأنّ الزمن تجاوز هذه الخزعبلات والخرافات ، إنّنا في عصر الشّهادات و الكفاءات، وقد ولى زمن الكوطات ، وقد خابت كلمة قريش حينما قالوا للنّبي صلى اللّه عليه وسلم : "وماذا يقول عنّا العرب ، شباب قريش يقودون شيوخها ."
إنّي أتساءل، أين هي الوعود ؟ وعلى رأسها تقدير الشّهادات العلمية ، فلا يعقل أن نساوي بين صاحب شهادة جامعية نجح في مساره العلمي و الدّراسي وبين من كان آخركشف له مسجل عليه :" يوجه للحياة العملية ."
إنّنا نرفض وبشكل قطعي أن يكون صاحب شهادة الثالثة ثانوي مسؤول على حاملي الشهادات الجامعية ، كما نرفض إهمال شهادة الباكالوريا في إعداد القانون الخاص ، خاصة وأنّ هذه الشّهادة تعد محور الشّهادات في الجزائر، ولذا ندعوا إلى التّمييز بين حاملي شهادة الباكالوريا وبين حاملي شهادة الثالثة ثانوي، فشتّان بين الفريقين ، وهذا ما هو معمول به في جميع دول العالم ؛ فلماذا يستثنى العمل به في بلد العجائب هذا الجزائر .
إنّه و في الوقت الذي نرى فيه دول العالم تضع القيادة في أيدي الشّباب الجامعي ، سواء في الشّركات أوفي المؤسسات أو في مجال الاستثمار بسبب ثورة المعلومات و تراكمها التي مكنت الجيل الجامعي من الإستفادة من إنجازات الثورة المعلوماتية دون الحاجة إلى انتظار تراكم الخبرة الحياتية ، تدعو نقابتنا الموقرة إلى الترقية عن طريق الخبرة المهنية وصدق من قال سكت دهرا و نطق كفرا ، إنّ هذه الدّعوة باطلة و هي مردودة على أصحابها حتى و لو كانوا منا و نحن منهم ، ذلك أنّها دعوة إلى الرّداءة ، دعوة إلى الخمول و الكسل و انتظار السّنوات تمر مرور الكرام من أجل الارتقاء ، إنّها دعوة للمساواة بين العامل والخامل ، بل إنّها دعوة إلى الكسل ، كيف و نحن في أعتاب الألفية الثالثة ندعوا بدعوة الستينات من القرن الماضي، دعوة تكريس الجهل ، وتكريس الرّداءة على الرّداءة .
ألا هل من مغيث ؟ من هذا الواقع الحزين ، من هذا الواقع المر ، الذي كلما راودنا أمل الخروج منه إلا وجدنا أنفسنا قدغصنا في أعماق أعماقه . إن الشباب الجامعي اليوم يجب أن يكون الأداة في بعث نهضة حديثة لشعبنا ، ففي عصر العلم و العولمة لا مكانة للرداءة . أحب من أحب و كره من كره .
في الوقت الذي يتقلد شباب الدول الغربية المناصب السياسية السامية ، تستكثر نقابتنا الموقرة من أن يقود شبابنا الجامعي مؤسستنا التربوية و تدعوه إلى الترقية عن طريق الخبرة و أي خبرة هذه التي يتحدثون عنها . إننا نرفض أن يقود إنسان فاشل في مساره التعليمي ومطرود حملة الشهادات الجامعية . لا للرداءة ، لا للأقدمية ، نعم للكفاءة ، فلسنا أقل من نظرائنا في باقي القرية الكونية .
- صرخة مظلوم -
