إن مهنة التعليم هي من أشق المهن ، فلا يمكن مقارنتها بالمهن الأخرى كالعمل في الإدراة أو ما شابه ذلك لأنها تتطلب أثناء الممارسة مجهودا ذهنيا و مجهودا نفسيا و حتى مجهودا عضليا و لا سيما في العصر الحالي الذي غاب فيه هدوء التلميذ الأخلاقي و زاد فيه تشتته و شغبه نتيجة ما صنعت فيه وسائل الإعلام و الأتصال و الصور المتحركة و الجوال و غير ذلك إن المعلم في مثل هذه الحال سوف يتضاعف مجهوده و بالتالي سوف يرهق تماما قبل غيره من الموظفين فيستحيل عليه العطاء بعد مرور 20 سنة عملا على الأكثر فكيف إذا تجاوز مدة ال25 سنة فبعد هذه المدة سوف ينقص عطاءه إن لم أقل نفعه للتلاميذ ، لذلك يجب أن يخفض سن التقاعد للمعلم أو الأستاذ إن أردنا فعلا الخير للتلاميذ أولا و له ثانيا
لعل نسبة المعلمين و الأساتذة الذين زاولوا هذه المهنة لمدة طويلة و بدؤوا يشعرون بالإرهاق قليلة ، لذلك لا نسمع الكثير ممن هم متحمسون للمطالبة بخفض سن التقاعد للمربي ، فهم منشغلون بالملفات الأخرى كالخدمات الاجتماعية و ما يتعلق بالأجور أما ما يتعلق بالتقاعد فهو في نظر البعض بعيد الامد . تلك هي طبيعة الإنسان ( احييني اليوم و اقتلني غدوة ) لكن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أنه كل ما هو آت آت لا محالة و ما أسرع مرور السنين .. و ما أضعف الإنسان أمامها .. فهيا نطالب بحقنا المشروع قدماء أو حديثي العهد بالمهنة صغارا أو كبارا فنحن كلنا في الهم سواء