رغم الردود العنيفة التي كنا ولا زلنا نتلقاها عندما ننتقد نقباتنا التي أنشأناها للخدمتنا ولم ننشأ لخدمتها ،إلا أن ما كنا نتخوف منه وقع،فها هي النقابات تعاود الكرة، فكما فعلت في إضراب السنة ما قبل الماضية ورضيت بالفتات ولم تستجب لصيحاتنا واعتبرنا من المتطرفين النقابيين،وركزت على مطلب الخدمات ، هاهي اليوم تقف بنا في نصف الطريق وترضى نسبة زيادة مهينة،وكاذب كل من يقول غير ذلك،فالبيانات تكذب كل تخمين وك...ل من له حسابات أخرى،فالكنباست لا يمكنها أن تطلب أكثر لأنها هي من طلبت هذه النسبة والبيان ما زال معلقا في مقعها،بينما ليانباف يصر رئيسها على التمسك ببقية المطالب،أي أن مطلب الزيادات قد حسم،فما المقصود بالمطالب التي لا تتجزأ.
الأكيد أن الخدمات هي على رأس أولوياتهم،ولا زالوا يناورون بكونهم متمسكين بخيار الإضراب مع إثارة الغموض حتى تبقى القاعدة خلفها ليس لما تريده هذه القاعدة وهو الزيادات في الراتب ،بل من أجل الخدمات التي يريدون أن يرثوا من خلالها ليجيتيا ليس في التسيير ولكن في النهب كما كانت نقابة سيدهم التعيس تفعل، كلنا جزائريون والعبرة ليست في الأشخاص بل في المؤسسات،فكما نهب الأولون لا ننتظر ملائكة تحل محل الشياطين.
لذا يجب أن نصرخ في وجه هذه النقابات:كفوا عن الانتهازية واهتموا بمطالبنا:إنها الزيادة الكريمة ونقول للمنقادين والمتعاطفين كفى انبطاحا وإمعة وانظروا إلأى الأمور من زاوية المصالح لا من زاوية العواطف ودققوا ثم احكموا. إذا بقينا على هذه الحال فستنحرف تلك النقاباات إن لم تكن قد انحرفت فعلا وحينها سنصاب بإحباط شديد وسنفقد الثقة في الجميع،وهذا ما لا يجب أن يحدث، فابتعدوا عن العواطف وعاملوا النقابات باعتبارها مؤسسات في خدمتكم وممثلوها هم أقوياء بنا ولا يجب أن يتقووا علينا،ولم يكونوا يوما ملائكة،لكن لا نريدهم بالمقابل أن ينحرفوا إلى شياطين