إضراب الأساتذة في الجزائر تمرّد على أعراف وقوانين التّيار الفرنكوفوني الضّارب أطنابه في دواليب الإدارة وواجهته السياسية الرنداوية بما فيها (وزارة الغلام الدّنيوية) وهو خروج عن الخطّ المرسوم نهجه للتّيار الوطني الإسلامي الذي عرف في سنوات العنف العجاف انكفاءا على النّفس حماية للجذوة كي لا تنطفي أمام ريح صرصر عاتية سخّرها عليه حزب فرنسا سبعة أو ثمانية أعوام حسوما ساعده في ذلك انعدام الوعي السياسي عند عامة الجماهير ونقص فن إدارة الصّراع عند قادة تلك الجماهير التي دُفع الكثير من خيرتها إلى المحرقة وهم ينظرون. ولولا لطف الله بهذا الشّعب الطّيب المكلوم لكادت تكون الحالقة .وفي لحظة عمى بصر وبصيرة استجلب فراعنة الفرانكفونيين من كان منفيّا يتوجّس خيفة ليغرقهم في اليمّ ويُنقذ هذا الشّعب من طغيانهم وجبروتهم وكانت المصالحة الوطنية فآمن النّاس من خوف واكتنزت الخزينة بالمال فسّددت الدّيون وعادت للدّبلوماسية الجزائرية ندّيتها وعُقدت الصّفقات (السلاح) فاسترجعت الجزائر والجزائري هيبته خاصة بعد( نُفرة أم درمان) وشُهر سيف الحجاج في وجه الفاسدين والمفسدين لتطال عرّابي الحكم في البلاد الذين كانوا يجدون في التّيار الفرنكوفوني ومن وراءه حزب فرنسا سندا لهم وحدثت الرجّة الكبرى وفقدت واجهتهم السياسية الأغلبية في البرلمان لتنقلب موازين المعادلة ويعود التّيار الوطني الإسلامي للواجهة مرّة أخرى وكانت بداية العدّ التّنازلي لجولة ثانية من المواجهة تجلّت مظاهرها في -محاولة اغتيال رئيس الجمهورية يوم 06 سبتمبر2007 بباتنة -الحملات المتكرّرة والمركّزة من التّيار الفرنكوفوني تحجيم المنجزات الكبرى لرئيس الجمهورية -بثّ الإشاعات الكاذبة بكل ما له علاقة بمحيط الرّئيس -إيهام الجماهير بمحاولة الرّئيس توريث الحكم لأحد أشقّاءه -السّعي الحثيث والجاد لتشويه ركيزتي التّحالف الرّئاسي (بلخادم -أبو جرّة) وبثّ الإشاعات المغرضة حولهما في الدّاخل والخارج (فبركة قصّة العميل الفرنسي أنور مالك) -استهداف عبد العزيز بلخادم في عملية انتحارية بقصر الحكومة مباشرة بعد لقاءه الشيخ يوسف القرضاوي والقائد خالد مشعل - محاولات أويحي تفجير التّحالف من الدّاخل وما له من انعكاسات أهمها تحقيد الوطني على الإسلامي والعكس-الزّعم بوجود فساد بوزارة الأشغال العمومية لإيقاف مشروع القرن والتّشويش عليه والتّغاضي عن الفساد في الوزارات الرّنداوية (التربية الشّؤون الدينية .....) -استغلال أحداث مباراة كرة القدم بين الجزائر ومصر والنّفخ لتأجيج نار الخلاف والفرقة مع المشرق وما يمثّله ومحاولة ربط الجزائر بالأورو متوسّطي (راجع مقالات الفرنكفوني أمين الزّاوي بعد المقابلة)-فلتة لسان كوشنير في تمنيه انقراض جيل المجاهدين الذين يمثّلهم أعلى هرم السّلطة المجاهد ( سي عبد القادر) وما تنطوي عليه من ضغينة شارونية أفضت بتسميم ياسر عرفات ...........من هنا يتّضح لنا جليّا سبب ردّة الفعل القويّة من رئاسة الجمهورية تجلّت في -الرّفض القاطع لاستقبال ساركوزي وكوشنير بالجزائر -إفشال مخطط ساركوزي الأورومتوسّطي -تحريك ملف تعويضات التّجارب النّووية -التّهديد باستصدار البرلمان قانون تجريم الإستعمار الذي يسمح برفع قضايا في المحاكم الدولية ضد جنرالات وجنود فرنسا كمجرمي حرب -فتح ملفّات الفساد لتطال رؤوسا أينعت وحان قطافها سُلّ عليها سيف الحجّاج -رفع أكثر من عشرين ألف علم جزائري في قلب فرنسا أيام المبارات وماله من دلالات سياسية فهمها وكتمها ساركوزي ولفظها لوبان في الملصقات الرّابطة بين الإرهاب والعلم الجزائري- استضافة اللاعبين الجزائريين المولودين بفرنسا(زيدان.......) لربطهم بوطنهم الأم وبعث رسالة للإيليزي مفادها ( أنّ العربي عربي لو كان إيولي الكولونال بن داود) كلّ هذه المعطيات توحي بأنّ هناك صراعا قويّا عنيفا بين تيّار الوطنيين الإسلاميين من جهة وبين تيّار التّغربيين الفرنكوفونيين من جهة أخرى وما إضراب الأساتذة إلا شكل من أشكال هذا الصّراع وأن المعركة ليست معركة بن بوزيد وصادق الدزيري بقدر ما يُمثلان من تجاذبات فكرية وذاك ما صرّح به عرّابهم أويحي عندما أكّد أن من وراءه قوى سياسية ويقصد بذلك جبهة التّحرير وحمس ومن على شاكلتهما. إنّ سكوت رئيس الجمهورية عن إضراب قطاع عمال التّربية يُراد منه ترك المنازلة تنتهي إلى خاتمتها و لتُطبخ إقالة وزير التّربية ولما لا رئيس الحكومة على نار هادئة و تكون (جات منك يا الجامع) والكلّ يعلم أنّ هذه الحكومة ماهي إلا حكومة تصريف أعمال منذ شهور .قد يخالفنا الكثير من المخلصين في وجهة نظرنا وقد يتزيّا بعض الفرنكوفونيين للتّعقيب علينا بزي القبطي الذي يتسمّى بأحمد ومحمد ليزرع الفرقة إلا أنّني أذكّر قارئ المقال بمقولة -مسمار جحا لازم يتنحى-التي كانت شرّا ووبالا علينا وقد يكرّرها مندسّ أو من عنده القابلية للإستبغال فننساق وراء ما يرسمه لنا أعداءنا من التّيار الفرنكوفوني ونهدم مرة ثانية الصّومعة على رؤوسنا وقد علّمنا حبيبنا المصطفى* صلى الله عليه وسلّم* أنّ المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرّتين* فالصّمود الصّمود والإلتفاف الإلتفاف والفهم الفهم ونحن في ساعة عضّ الإصبع وبين النصر والهزيمة صبر ساعة